«صوتٌ يمشي في اتجاه الصمت»

بقلم: عبدالعزيز عطية
جاءتني الصبح،
وعيونها كانت نافذةً على غيمٍ بعيد.
قالت شيئًا يشبه الصمت،
وحلفت… أنّ الليل ما غفا عنها،
وأن القمر نام في حزنها.
قلت لها:
من أين يأتي بكِ السهر؟
أمن قلبٍ لم يعرف إلا الطرق الموحلة،
أم من ذاكرةٍ تتوضأ بالحنين؟
سكتت…
وكان في سكونها صخبٌ يشبه القيامة.
رأيت الكلام يختبئ بين شفتيها،
ورأيت نفسي أتهجّى ملامحها
كما يُتهجّى الوجود حين يولد الوجع.
يا امرأةً من رمادٍ ونور،
كم من ليلٍ عبركِ ولم يعرف أنه ضاع!
كم من نجمةٍ انطفأت في صوتكِ
وما عاد لها اسم!
قالت أخيرًا:
“تعبت من أن أكون نداءً لا يجيبه أحد.”
فقلت:
“كلنا نبحث عن مرآتنا في الآخرين،
ولا نعرف أننا نحن الصدى،
ونحن الغياب.”
ثم رحلت…
وتركت في المكان ظلّها،
وفي قلبي سؤالًا لا ينام:
هل كان حضورها حلمًا،
أم أني أنا الذي تأخرت عن الصباح؟



