جلسة سرّية بيني… وبيني

بقلم: منيرة لافي الحربي
كلما أسدل الليل ستائره… لا أستسلم للنوم بسهولة؛ كأن جلسة قضائية خفيّة تُقام في داخلي، يجلس فيها قلبي شاهدًا،
وروحي متّهمة، وضميري قاضٍ لا يرحم.
أضع رأسي على الوسادة، لكن رأسي لا يهدأ؛ تبدأ الأسئلة تطرق بابي بإلحاح:
هل جرحتِ أحدًا اليوم؟
هل مررتِ على روحٍ احتاجتك ولم تلتفتي؟
هل قلتِ ما لا يليق؟
هل خبّأتِ وجعًا تحت ضلوعك ولم تواجهيه؟
أحاسب نفسي على التفاصيل التي لا يراها أحد… على النظرة التي انكسرت في عيني ولم ينتبه لها أحد، على الشعور الذي تظاهر بالقوة وهو يتفتّت، على كلمة صامتة تمنّيت لو قلتها، وعلى كلمة قلتها وتمنّيت لو صمتُّ عنها.
أقسو على نفسي حينًا، وأحنّ عليها حينًا، لكنني لا أتهاون معها…
ليس لأنني مثالية، بل لأنني أدرك أن الخطأ الذي يُهمل هذه الليلة سيكبر غدًا، وسيبني جدارًا بيني وبين الله… وبيني وبين نفسي.
وحين يهدأ صراع داخلي الطويل، وأكاد أغفو، أشعر قبل أن يلامسني النوم أن الله يضع يده على قلبي ويقول لي: يكفي…
من يعرف نفسه بهذا العمق لن يضيع.



