أُحِبُّكَ

دلال كمال راضي
لأَنَّ فؤاديَ بالحبِّ أَدْرَى
أُحِبُّكَ سِرًّا أُحِبُّكَ جَهْرَا
أُحِبُّكَ فَرْضًا أُحِبُّكَ نَفْلَا
أُحِبُّكَ شَفْعًا أُحِبُّكَ وِتْرَا
أُحِبُّكَ بُعْدًا أُحِبُّكَ قُرْبَا
أُحِبُّكَ عُسْرًا أُحِبُّكَ يُسْرَا
أُحِبُّكَ صُبْحًا أُحِبُّكَ لَيْلَا
أُحِبُّكَ شَمْسًا أُحِبُّكَ بَدْرَا
أُحِبُّكَ مَوْجًا أُحِبُّكَ شَطًّا
أُحِبُّكَ مَدًّا أُحِبُّكَ جَزْرَا
أُحِبُّكَ ضَوْءًا أُحِبُّكَ ظِلًّا
أُحِبُّكَ طَلًّا أُحِبُّكَ فَجْرَا
أُحِبُّكَ حَقْلًا أُحِبُّكَ رَوْضَا
أُحِبُّكَ وَرْدًا أُحِبُّكَ زَهْرَا
أُحِبُّكَ سَجْعًا أُحِبُّكَ نَظْمَا
أُحِبُّكَ نَثْرًا أُحِبُّكَ شِعْرَا
أُغَنِّيكَ حَتَّى تَذُوبَ بِلَحْنِي
وَأَجْعَلَ أُنْشُودَةَ الْحُبِّ مَسْرَى
وَأَسْرِي لِعَيْنَيْكَ مِثْلَ رَبِيعٍ
سَرَى فِي عُيُونِ الْبَسَاتِينِ عِطْرَا
وَأَمْزِجْ صَوْتِي بِصَوْتِ الْقَمَارِي
وَأَغْفُو بِحُضْنِ الصَّبَابَاتِ عُمْرَا
وَأَشْدُو تَسَابِيحَكَ الْخُضْرَ هَمْسًا
يُخَلِّدْ فِي صَفْحَةِ الْحُبِّ ذِكْرَى
وَأَلْقَاكَ فِي ضِفَّةِ الرُّوحِ طَيْفًا
شَفِيفًا جَمِيلًا عَلَى الْبَالِ مَرَّا
وَأَشْرَبْ مِنْ ظَمَإِ الْعِشْقِ كَأْسًا
دِهَاقًا فَتَغْدُو الْأَحَاسِيسُ سُكْرَى
وَأَرْسُمْ فِي الِانْتِظَارِ عُيُونًا
تَرَاكَ عَلَى طَلَّةِ الْحُسْنِ سِحْرَا
وَأَغْسِلْ بِالضَّوْءِ وَجْهَ ابْتِهَالٍ
تَقَاطَرَ مِنْ سِدْرَةِ الْحُبِّ طُهْرَا
وَاقْطِفْنِي مِنْ غُصُونِ الْأَمَانِي
حُرُوفًا تَذُوبُ عَلَى السَّطْرِ حِبْرَا
حُرُوفُ هَوَانَا الَّتِي إِنْ تَلَاهَا
فُؤَادِي تَدَفَّقَ بِالْعِشْقِ نَهْرَا
وَأَسْقِي الْقَصِيدَةَ حِينَ تَمَاهَتْ
بِحُضْنِ الْمَعَانِي بَتُولًا وَبِكْرَا
وَأَرْوِي الرُّؤَى مِنْ عُيُونِ الْأَقَاحِي
لِيَغْرَقَ فِي قَطْرَةِ الطَّلِّ بَحْرَا
وَأُبْحِرْ فِيكَ وَلَا شَطَّ فِيكَ
لِأَنَّ الْقَصِيدَةَ تَأْتِي بِأُخْرَى
~~~



