استراتيجية رياضة ذوي الإعاقة.. ضرورة أم ترف

د مؤنس شجاع
دكتوراه بالتخطيط الإستراتيجي

بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة فقد كان عنوان برنامج الأمم المتحدة لعام 2025م الجاري في ذلك المجال هو بناء مجتمعات تُدرج الأشخاص ذوي الإعاقة وتنهض في مسار التقدم الاجتماعي لهم وهو يهدف إلى بناء مجتمعات دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تعزيز التقدم الاجتماعي والتنمية المجتمعية .

يأتي هذا العنوان بعد مضي ستة أعوام على إطلاق الأمم المتحدة إستراتيجية إدماج منظور الإعاقة ضمن أجندتها من المقر إلى الميدان والتي فعلت خلالها أبرز الممارسات والتجارب الدولية والدراسات الميدانية التي تحقق النهضة في هذا المجال وتوفر الاستدامة للدمج المجتمعي لهم والتمكين العادل للمشاركة ضمن أفراد المجتمع .

لقد تنافست الدول في هذا المجال من أجل التقدم والتميز في تسخير وتعديل وتهيئة البيئة والبنى التحتية لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن فعاليات المجتمع وهذا ولله الحمد كانت المملكة العربية السعودية على قمة الدول التي سعت منذ البداية إلى تحقيق هذا الهدف بل أن رؤية المملكة 2030 كان لها جانب كبير فيما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة شملت عدة أهداف إستراتيجية تم تحقيق العديد منها .

هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة

الجدير بالذكر أنه قد تم تأسيس هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2019 م بالمملكة العربية السعودية وهي تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حصولهم على حقوقهم وتعزيز دورهم في المجتمع والعمل على تطوير الخدمات التي تقدمها الجهات لهم ،  فهناك العشرات من البرامج للتمكين الاجتماعي للمعاقين تقدمها الكثير من الجهات الحكومية والوزارات بالإضافة إلى القطاع الخاص والقطاع الثالث ” الغير ربحي ” والتي تتظافر الجهود لأجلها .

وإن جوانب الاهتمام والرعاية الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة متنوعة ومتعددة منها الطبي والنفسي والاجتماعي والوظيفي وما إلى ذلك من جوانب مهمة وضرورية بالإضافة إلى الجوانب القانونية والنظم الإدارية والإجراءات المحددة للعديد من الجوانب فيمما يخص آلية وكيفية التعامل مع تلك الفئة المهمة من المجتمع .

نحو إستراتيجية لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة

ولعل الجانب الرياضي لا يقل أهمية عن باقي الجوانب السابقة خصوصاً للإعاقات التي بإمكانها ممارسة أنواع الرياضة وهذا ما شاهدنا عدة إنجازات لعل أهمها تحقيق منتخب المملكة لكأس العالم لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة عدة مرات و هناك العديد من الإنجازات الرياضية المحلية والإقليمية والعالمية لأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة لرياضات مثل كرة السلة على الكراسي المتحركة و والطائرة في وضع الجلوس و وألعاب القوى للرجال والنساء وهناك العديد من المشاركات في الألعاب الأولمبية العالمية لأبطال من ذوي الإعاقة حققوا من خلالها عدة ميداليات أولمبية عالمية .

إن تلك الإنجازات المميزة تدعونا إلى ضرورة تعميم تلك الممارسات الرياضية على كافة الأندية الرياضية المرخصة بمختلف مستوياتها وتصنيفاتها كلُُ حسب إمكانياته وما يملكه من تسهيلات مكانية وفريق إداري وفني يتم من خلاله الاهتمام بالنشاط البدني الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة منذ الصغر للرياضات المعتمدة حسب نوع الإعاقة والمعايير المعتمدة والمناسبة لها ، بحيث يتم تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة تلك الرياضات حسب تدرج معتمد بدأ من المدرسة وأنشطة الحي الرياضية وصولاً إلى الأندية الاحترافية وهذا من شأنه تحقيق عدة أهداف على المستوى الشخصي والأسري لمشاركتهم ضمن مجتمع تكاملي وحيوي ويصب في نفس الوقت لتحقيق أهداف محور من محاور رؤية المملكة 2030م وهو جودة الحياة الذي يقع ضمن أهدافه زيادة ممارسة الأنشطة الرياضية وتحقيق التميز الرياضي على المستوى الإقليمي والدولي والاستثمار في المواهب وتقديم خيارات متنوعة من الأنشطة لجميع فئات المجتمع .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى