يومي الثاني في ينبع… جولة مدهشة وختامها أمسية لا تُنسى

لمياء المرشد ـ ينبع

في اليوم الثاني من زيارتي لمحافظة ينبع، بدأت رحلتي منذ الصباح بانطلاقي من الفندق نحو فندق كمبينسكي حيث تناولت الغداء في مكان يطل على البحر مباشرة. كانت الأجواء هناك غاية في الجمال، تحمل صفاءً وهدوءًا ينعش الروح.

بعد الغداء، رافقني الأستاذ تركي بن قرنبيش أحمد – رئيس جمعية ينبع السياحية – في جولة تعرّفت من خلالها على أهم المعالم في ينبع، وكانت ترافقه في الجولة المرشدة السياحية الأستاذة منى يوسف، إحدى المتدربات لديه، والتي قدّمت إرشادًا مميزًا ومعلومات ثرية بأسلوب احترافي يستحق الإشادة.

 

كانت محطتنا الأولى الشرم، وقد شرح لنا سبب تسميته، ثم انتقلنا إلى شاطئ العيقة حيث لفتني أحد أهم التفاصيل:
عندما يُرفع العلم الأحمر على الشاطئ تتوقف السباحة تمامًا حفاظًا على السلامة.

تابعنا جولتنا بزيارة مرسى الأحلام، أحد الأماكن الساحرة التي ترسو فيها السفن، ثم اتجهنا إلى ينبع التاريخية حيث غصت بين تفاصيل الماضي الجميل، وزرت سوق الليل القديم ومسجد وكتاب الشيخ عبد السلام أبو عيسى – رحمه الله.

وكانت إحدى المحطات الأكثر إثارة زيارة المنزل الذي أقام فيه المستشرق البريطاني لورنس توماس (لورنس العرب) بين عامي 1914 و1915، وفيه كتب أول فصول كتابه الشهير “أعمدة الحكمة السبعة”، ولا تزال بعض لوحاته معروضة في المتحف الملكي البريطاني.

بعد الجولة، توجّهت إلى كفى إسنتيا استعدادًا لأمسية أحملها بين ضلوعي حلمًا طويلًا… وقبل بدء الأمسية اجتمعت مع أسرة الفواز، تلك الأسرة التي يغمرها الأدب والثقافة والكرم والاحترام. لقاءٌ يفوق الوصف ويترك أثرًا دافئًا في القلب.

ثم جاء الموعد المنتظر…
أمسية “قطوف من الحرف” التي حضرتُ من أجلها إلى ينبع، والتي أدارتها باحتراف ودفء المحاورة خديجة الشنقيطي. أبحرتُ في كتابي، وعشت كل كلمة فيه من جديد. كانت لحظات تمنيت لو توقّف الزمن عندها قليلًا.

وفي ختام هذا اليوم المليء بالجمال، كرّمني الأستاذ أحمد مفوز الفواز بدرع رائع مصنوع من الحجر المنقبي المستخرج من البحر. كان التكريم بمثابة بصمة خالدة لرحلتي في ينبع، وهدية تحمل روح المكان وتاريخه في شكلٍ فني أخّاذ.

لقد كان الخميس 4 ديسمبر 2025 يومًا استثنائيًا… يومًا لا يشبه سواه، سيظل محفورًا في الذاكرة بكل تفاصيله..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى