“فومكس 2026”.. كيف تُعيد الرياض رسم خارطة الإعلام في الشرق الأوسط؟

حنان البكري_
الرياض – ديسمبر 2025:
يُقام معرض مستقبل الإعلام “فومكس” ضمن منتدى الإعلام السعودي 2026 خلال الفترة من 2 إلى 4 فبراير المقبل، ليكون الحدث الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط المخصص لصناعة الإعلام و تقنياته الحديثة، و يأتي المعرض هذا العام في لحظة تشهد فيها الصناعة الإعلامية تحولات غير مسبوقة، مما يمنح الرياض فرصة لتقديم نموذج جديد للمعارض المتخصصة، يقوم على نقل التكنولوجيا، و بناء الشراكات، و تمكين الكفاءات، و ليس مجرد عرض أجهزة أو منصات تقنية.
و يُتوقع أن يشكّل “فومكس” محطة محورية في تعزيز دور السعودية كمركز إقليمي لصناعة الإعلام المستقبلية، و تشهد استعدادات الشركات العالمية و الإقليمية المشاركة في المعرض توسعًا لافتًا يعكس حجم الاهتمام بفومكس، حيث تتأهب شركات الإنتاج المرئي، و تقنيات البث، و حلول الذكاء الاصطناعي، و الاستوديوهات الافتراضية، لتجهيز أجنحتها داخل المعرض بمساحات واسعة تتيح للزوّار تجربة مباشرة للتقنيات التي ستقود صناعة المحتوى خلال السنوات المقبلة.
و ستعمل الشركات المشاركة على تصميم أجنحة مخصصة لعرض أنظمة البث السحابي، ومنصات تحرير الأخبار الرقمية، و برامج تحليل المحتوى المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى معدات تصوير متقدمة تعتمد على الواقع الممتد لتقديم تجارب تفاعلية جديدة، و تكشف التحضيرات المبكرة عن رغبة الشركات في الاستفادة من المعرض ليس فقط للتعريف بمنتجاتها، بل للدخول في مفاوضات و شراكات من المتوقع أن تغير طريقة إنتاج الإعلام في المنطقة.
و يتميّز “فومكس” هذا العام بتقديم نموذج جديد للمعارض المتخصصة يعتمد على الدمج بين التجربة التقنية و التطوير الصناعي، فبدلًا من الاقتصار على عرض التقنيات، يركز المعرض على نقل المعرفة وتوليد شراكات إنتاج مشتركة، عبر بيئة تفاعلية تجمع قادة الصناعة و صنّاع القرار و المحتوى.
و تُعد منطقة الإطلاق داخل المعرض أحد أبرز ملامح هذا التوجه، حيث تُخصص مساحة لإعلان منتجات جديدة، و توقيع اتفاقيات تعاون، و إطلاق ابتكارات إعلامية وتقنية، ما يجعلها نقطة تحوّل داخل الحدث، وفرصة لبلورة اتجاهات جديدة في صناعة الإعلام، ومن المتوقع أن تشهد هذه المنطقة الإعلان عن مشاريع نوعية في مجال الاستوديوهات الافتراضية، و أنظمة البث الذكي، و تطبيقات الإنتاج الرقمي التي أصبحت معيارًا في المؤسسات الإعلامية الحديثة.
ويعيد “فومكس” رسم خارطة الإعلام في الشرق الأوسط من خلال فتح نافذة جديدة تربط الرياض بالأسواق العالمية، وتحوّلها إلى مركز لتطوير التقنيات الإعلامية بدلًا من استيرادها فقط ، فالتحول نحو منظومة إعلامية مستقبلية لم يعد مرتبطًا بتوفير أجهزة متطورة فحسب، بل بوجود بيئة مهنية تستقطب الشركات الكبرى، وتُتيح للمواهب المحلية التعرف على أحدث المنصات العالمية، و العمل مع خبراء دوليين في إنتاج المحتوى، و يُتوقع أن يسهم “فومكس” في تعزيز مكانة السعودية عبر تمكين قطاع الإعلام من الوصول إلى حلول إنتاج حديثة، و تطوير نماذج جديدة للبث الرقمي، و توسيع دائرة الاستثمار في المحتوى، بما يعكس رؤية المملكة في بناء اقتصاد إعلامي متطور.
و يظهر “فومكس” 2026 كأكثر من معرض تقني؛ فهو منصة تعيد تعريف دور المعارض المتخصصة في المنطقة، و تمنح الرياض موقعًا متقدمًا في قيادة التحوّل الإعلامي، و تفتح الباب أمام حقبة جديدة من الابتكار و التعاون الدولي في صناعة المحتوى و التقنيات المصاحبة له.



