رحلة في عمق السرد: أمسية أثير النشمي التي خطفت الإنصات

 

فاطمة إبراهيم البلوي – تبوك

في ليلة أدبية دافئة، امتلأ مقهى نمو الثقافي (قروث) بحضورٍ شغوف بالأدب، جاء ليستمع إلى أمسية تلامس القلب قبل الذاكرة. تحت عنوان «حين يلامسنا وجهٌ من الرواية»، قدّمت الكاتبة أ. أثير عبدالله النشمي لقاءً ثريًا، أدارته باحترافية وذوق رفيع الأستاذة منى التي منحت الحوار روحًا لطيفة وعمقًا جميلًا.

استهلّت النشمي الأمسية بالحديث عن علاقة الإنسان بالرواية، وكيف تنعكس الذاكرة والبحث والوجدان على صفحات النص، لتأخذ الحضور في رحلة إلى عالم السرد الذي تصنعه داخل كتبها. وتحدثت عن بداياتها الأدبية، وعن اللحظة التي اكتشفت فيها أن الكتابة ليست هواية عابرة بل مسار طويل من التأمل والتجربة والصدق مع الذات.

وانتقلت للحديث عن أعمالها التي شكّلت حضورًا قويًا في المشهد الأدبي السعودي والعربي، ومنها:

• أحببتك أكثر مما ينبغي

• فلتغفري

•فوضى العودة

٠روح مكتظة بالغائبين

قدمت خلفيات هذه الأعمال وكيف خرجت من مساحات مختلفة من حياتها وتجارب قرّائها، مؤكدة أن الرواية ليست مجرد حبكة، بل اعتراف داخلي وصوت يُكتب نيابة عن مشاعر كثيرة.

كما تناولت فكرة بناء الشخصية الروائية، وتأثير الحالة النفسية والاجتماعية على مسارها، وأهمية خلق رابط عاطفي يجعل القارئ يرى نفسه داخل النص. وتحدثت عن التوازن بين الواقعية والخيال في السرد، وكيف يمكن للكاتب أن يصنع عالمه الخاص دون أن يفقد صدقه وهويته.

وبقيادة الأستاذة منى، تطرق الحوار إلى دور الأدب في تشكيل وعي الأجيال، وكيف أصبحت الرواية اليوم مساحة لفهم الذات والتعبير عن كل ما يصعب قوله بصوتٍ مباشر.

شهدت الأمسية تفاعلًا لافتًا من الجمهور، الذي شارك بأسئلته ومداخلاته لتصبح الليلة حوارًا حيًا، تتداخل فيه التجارب والآراء والرؤى حول الكتابة والحياة. وامتد الحديث إلى طموحات الكاتبة وأفكارها للمستقبل، وما تطمح لتقديمه في أعمالها القادمة.

وفي الختام، عبّر الحضور عن تقديرهم لهذه الأمسية المفعمة بالإلهام وصدق التجربة وجمال السرد.

أمسية مكتملة الأركان… تنتهي بذاكرة دافئة تليق بأدبٍ يترك أثرًا لا يُنسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى