من نوى التمر إلى وقود المستقبل جامعة نجران تكشف ابتكارًا علميًا يعزّز الاقتصاد الحيوي

عثمان الشهراني
تستعرض جامعة نجران، ضمن مشاركتها في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، دراسةً بحثيةً مبتكرة أعدّتها الدكتورة ريضة الصيعري بمشاركة عدد من الباحثين، قدّمت من خلالها نموذجًا علميًا متقدمًا لإنتاج وقود حيوي منخفض الانبعاثات اعتمادًا على زيت نوى التمر غير الصالح للاستهلاك، باستخدام محفّزات حيوية مشتقة من عظام الإبل، في طرح يعكس تكامل البحث العلمي مع مفاهيم الاستدامة والاقتصاد الحيوي.
ويأتي هذا الابتكار امتدادًا لتوجهات الجامعة في توظيف المعرفة البحثية لخدمة القضايا البيئية والتنموية، وتحويل المخلفات الزراعية والحيوانية إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية، بما يسهم في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز كفاءة استغلال الموارد المحلية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري.
وأظهرت نتائج الدراسة كفاءة عالية للمحفّز الحيوي المستخدم من نوع Hydroxyapatite، بعد استخلاصه من عظام الإبل ومعالجته حراريًا، حيث حقق مردودًا إنتاجيًا بلغ 89% خلال عملية التحويل الكيميائي، إلى جانب جودة وقود مرتفعة تم التحقق منها عبر تحاليل مخبرية متقدمة، من بينها تحليل GC-MS، مع توافق كامل مع معايير ASTM الخاصة بالديزل الحيوي.
وبيّنت الدراسة أن الأسلوب المطوّر لا يقتصر على رفع كفاءة الإنتاج، بل يسهم بشكل مباشر في خفض الانبعاثات الكربونية مقارنة بالوقود التقليدي، ما يجعله خيارًا واعدًا ضمن حلول الطاقة البديلة الصديقة للبيئة، وقابلًا للتطبيق والتوسع الصناعي مستقبلاً.
كما أكدت النتائج الأبعاد الاقتصادية والبيئية لهذا الابتكار، من خلال دعم الاقتصاد الحيوي عبر تحويل المخلفات إلى موارد ذات قيمة مضافة، وتعزيز الأمن الطاقي، وفتح مجالات جديدة للاستثمار في الصناعات الحيوية، إلى جانب تقليل الآثار البيئية طويلة المدى المرتبطة باستخدام الوقود الأحفوري.
وتعكس مشاركة جامعة نجران بهذه الدراسة في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل دورها كشريك معرفي فاعل في التنمية المستدامة، وحرصها على الربط بين الموروث البيئي والبحث العلمي التطبيقي، بما يعزّز مكانتها كمؤسسة أكاديمية تسهم بفاعلية في بناء حلول مبتكرة لمستقبل الطاقة والبيئة.



