اليوم الوطني لدولة قطر: فخر الماضي وعزّة الحاضر

بقلم الكاتبة : نجاح لافي الشمري
الحدود الشمالية
رفحاء..
يُعدّ اليوم الوطني لدولة قطر مناسبة وطنية عظيمة يحتفل بها الشعب القطري في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، إحياءً لذكرى تأسيس الدولة على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، الذي وحّد البلاد ووضع أسسها الراسخة. ويجسد هذا اليوم معاني الفخر بتاريخ الوطن والاعتزاز بحاضره المشرق.
يمثل اليوم الوطني فرصة لاستذكار تضحيات الآباء والأجداد الذين عملوا بجد وإخلاص من أجل بناء دولة مستقلة ذات سيادة، قائمة على الوحدة والقيم الأصيلة. فقد كان الماضي حافلًا بالصبر والعطاء، مما شكّل الأساس المتين لما تنعم به دولة قطر اليوم من أمن واستقرار وتقدم.
أما الحاضر، فيعكس مسيرة نهضة شاملة في مختلف المجالات، حيث حققت دولة قطر إنجازات بارزة في التعليم والصحة والاقتصاد والتنمية المستدامة، وأصبحت نموذجًا للتطور والازدهار على المستويين الإقليمي والعالمي. ويُظهر هذا التقدم ثمار الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، وجهود أبناء الوطن المخلصين.
وتتجلى مظاهر الاحتفال باليوم الوطني في العروض والفعاليات التراثية والثقافية التي تعبر عن الهوية القطرية، إلى جانب تزيين الشوارع بالأعلام الوطنية، ومشاركة الجميع في أجواء من الفرح والانتماء. كما يعزز هذا اليوم روح الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع.
وفي الختام، يبقى اليوم الوطني لدولة قطر رمزًا للفخر بالماضي المجيد، واعتزازًا بالحاضر المزدهر، وتجديدًا للعهد على مواصلة العمل والعطاء من أجل مستقبل أكثر إشراقًا تحت راية الوطن.
وتأكيدًا على أن حب الوطن لا يقتصر على يوم واحد، بل هو شعور متجدد يُترجم إلى عمل وإخلاص ومسؤولية. فاليوم الوطني يذكّر أبناء قطر بدورهم في المحافظة على مكتسبات الوطن، والمساهمة في استمرارية تقدمه وازدهاره من خلال العلم والعمل والتمسك بالقيم الوطنية.
كما يُعد هذا اليوم فرصة لغرس روح الانتماء والولاء في نفوس الأجيال الجديدة، وتعريفهم بتاريخ وطنهم وإنجازاته، ليكونوا قادرين على حمل الأمانة ومواصلة مسيرة البناء والتنمية. فالشباب هم عماد المستقبل، وبهم تتحقق طموحات قطر وتطلعاتها.
وفي كل عام، يجدد الشعب القطري عهده بالوفاء للوطن وقيادته، مستلهمًا من الماضي العزم، ومن الحاضر القوة، ومن المستقبل الأمل، لتبقى دولة قطر شامخة بعزتها، قوية بوحدتها، ومضيئة بإنجازاتها.
كما يعكس اليوم الوطني لدولة قطر أهمية التضامن والتكاتف بين دول الخليج والوطن العربي، إذ إن قوة الأوطان لا تكتمل إلا بوحدة الصف وتعاون الأشقاء. وقد كانت دولة قطر ولا تزال حريصة على تعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، إيمانًا منها بأن المصير المشترك يتطلب العمل الجماعي والتآزر في مواجهة التحديات.
ويُجسّد هذا التكاتف روح الأخوّة العربية التي تقوم على التعاون، ونصرة القضايا المشتركة، ودعم الاستقرار والتنمية في المنطقة. فازدهار قطر هو جزء من ازدهار الخليج والوطن العربي، ووحدة الموقف تعكس قوة الشعوب وقدرتها على تحقيق مستقبل أفضل قائم على السلام والتقدم.
كما تحظى العلاقات بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية بمكانة خاصة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في منظومة مجلس التعاون الخليجي. وتقوم هذه العلاقات على روابط الأخوّة والتاريخ المشترك والدين واللغة، إضافة إلى التعاون المستمر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويعكس التكاتف بين قطر والمملكة العربية السعودية أهمية وحدة الصف الخليجي والعربي، والعمل المشترك من أجل دعم الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، وخدمة القضايا العربية والإسلامية. ويؤكد هذا التعاون أن قوة الخليج تكمن في تلاحم دوله، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات وبناء مستقبل مزدهر لشعوبه.
وفي الختام، ومن أرض المملكة العربية السعودية، أكتب هذه الكلمات محمّلة بمشاعر الأخوّة والمحبة لدولة قطر الشقيقة، مؤمنةً بأن ما يجمع شعوب الخليج والوطن العربي أكبر من كل اختلاف، وأن وحدة القلوب وتكاتف الصفوف هما طريقنا نحو مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا. حفظ الله قطر وأهلها، وحفظ أوطاننا العربية، وجعل أيامها عامرة بالمجد والتقدم.



