لن ترضى عنك النساء…

عبدالعزيز عطيه العنزي
لن ترضى عنك النساء…
حتى لو وضعتَ القمر في كفّة، والنجوم في كفّة
لأن بعض الرضا ليس وعدًا،
بل فخًّا أخلاقيًا،
يُختبر فيه عطاؤك لا حبّك،
وصبرك لا صدقك.
ولأن في بعضهنّ
خيانة لا تنتظر الفرصة،
بل تُولد مع أوّل موقف،
أوّل اختلاف،
أوّل لحظة لا تكون فيها كاملًا… كما تخيّلن.
الخيانة ليست دائمًا جسدًا،
أحيانًا هي قرار داخلي
بالانسحاب الصامت،
بتجفيف المشاعر،
وبتأجيل الطعنة حتى تبدو مبرَّرة.
بعض النساء لا يخنَّ لأنك قصّرت،
بل لأنهنّ لا يعرفن البقاء
حين تسقط الهالة،
وحين يتحوّل الرجل من أسطورة
إلى إنسان.
تمنحها القمر،
فتسألك: لماذا ليس أقرب؟
وتنثر النجوم،
فتعاتبك لأن الليل ما زال طويلًا.
الخذلان هنا
ليس خسارة امرأة،
بل اكتشاف مبكّر
أنك كنت وحدك في الحكاية.
هناك نساء
لا يختبرن وفاءك،
بل يختبرن قدرتك على الاحتمال،
فإن صبرتَ… قالوا اعتاد،
وإن واجهتَ… قالوا تغيّر.
وفي أول موقف
يُسقط عنك دور البطل،
تكتشف أن الخيانة
لم تكن ردة فعل،
بل نية مؤجَّلة.
لهذا…
لن ترضى عنك بعض النساء،
لا لأنك لم تعطِ كفاية،
بل لأنك أعطيتَ
لمن لا يرى في الوفاء
قيمة…
بل قيدًا.



