طالع المربَعانيّة (نوء القلب)

بقلم 🖋️ راشد بن محمد الفعيم

اليوم السبت
20 ديسمبر
29 / 6 جمادى الآخرة

هو أول أيام النجم الثاني من نجوم المربَعانيّة، وقد مضى على دخول المربَعانيّة (13) يومًا.

ونحن نعيش في هذه الأيام في النجم الثاني، وهو سِمَة القلب، وعدد أيامه (13) يومًا، وهو نجم أحمر بين نجمين يقال لهما النياط، وعند المزارعين يُقال له الأحيمر.

وفيه أطول ليلة في السنة، وهي آخر ليلة، وأيضًا أقصر نهار في السنة؛ إذ يبدأ النهار بعدها في الزيادة على الليل، وذلك عند الانقلاب الشتوي، الذي فيه دخول فصل الشتاء فلكيًا على النصف الشمالي للكرة الأرضية، وفي الوقت نفسه يبدأ فصل الصيف في نصفها الجنوبي. وهذه ظاهرة فلكية يتميز يومها بأقصر مدة للنهار وأطول مدة للليل خلال السنة.

ومصطلح الانقلاب يعني الانتقال من فصل الخريف إلى فصل الشتاء، ويحدث ذلك عندما تكون الشمس عمودية على مدار الجدي حول يوم 21 ديسمبر.

والقلب نجم من النجوم اليمانية، وتقول العرب:
(إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب، وصار أهل البوادي في كرب).

إذا طلع القلب: المقصود طلوع نجم القلب، وهو أحد نجوم المربَعانيّة، ويأتي في أشد أوقات الشتاء برودة.

جاء الشتاء كالكلب: شبّه العرب الشتاء بالكلب من حيث الشدة والضراوة وعدم الرحمة؛ فالكلب إذا هاج كان صعبًا ومؤذيًا، وكذلك الشتاء في هذا الوقت يكون شديد البرودة، قارصًا، مؤلمًا للأجساد، وهو تشبيه بلاغي يُراد به قوة الشتاء وحدته.

وصار أهل البوادي في كرب: أهل البادية أكثر الناس تأثرًا بالبرد؛ لأن مساكنهم خيام، ويعتمدون على التنقّل والرعي، فيصيبهم الضيق والمشقّة وقلة الدفء والمرعى.

سمات طالع القلب:

1– تهب فيه الرياح الباردة.

2– يشتد فيه البرد.

3– يظهر الضباب.

4– فيه هطول المطر، والله أعلم.

5– تكثر الغيوم.

6– يبلغ فيه متوسط درجة الحرارة الصغرى (2 درجات مئوية).

7– تبلغ درجة الحرارة الكبرى (21 درجة مئوية) تقريبًا.

8– يبلغ طول النهار في أوله (10 ساعات و30 دقيقة).

9– يبلغ طول الليل في أوله (13 ساعة و30 دقيقة).

10– خلال الفترة من اليوم الحادي عشر من منزلة الإكليل حتى اليوم الثامن من منزلة القلب، تدخل أطول ليالي السنة (إحدى عشرة ليلة) وأقصر نهارات العام، ويبلغ الليل حدَّه في الطول، والنهار غايته في القصر.

11– يستمر البرد وتزداد قوته.

12– يُستحب فيه شرب السوائل الساخنة والاقتراب من وسائل التدفئة.

13– يُرى فيه هواء الزفير الخارج من الرئتين لتكثّفه من شدة البرد.

14– ظهور نجم القلب علامة على هيجان البحر والعواصف الرعدية التي قد تُغرق السفن قديمًا؛ حيث كان أصحاب السفن الشراعية يحسبون حساب هذا النجم ويتجنبون الخروج من الموانئ.

15– في هذا النجم يتلوّن الإترنج، وتُزرع فيه الحبوب زراعة متأخرة، ويُزرع الشعير والفول والبرسيم والبطاطس والعدس والعنب وقصب السكر والجزر والزعتر والترمس والحلبة، وكثير من الحبوب.

16– في نجم القلب تُقطع الأخشاب لاستخدامها في أغراض البناء وصناعة ما يحتاجه الناس من الأخشاب؛ لأن السوس لا يقربها في هذا الوقت ولا تفسد، ويستمر ذلك حتى نهايته.

17– لا تُروى الأشجار إلا إذا كانت في حاجة إلى الماء، ويكون ذلك ريًّا خفيفًا، ويبدأ فيه غرس أشجار العنب وتقليمها.

18– يُستعمل في هذه الأيام من المشروبات ما طبيعته الحرارة، كالزنجبيل والحليب بالفلفل، وغيرها من المشروبات الساخنة الحارة.

19– تهاجر في هذا النجم طيور الوزّ الشتوي.

20– يُنهى فيه عن تسميد الأشجار، وتُسمَّد فيه النخيل، ويُشتل البصل، وتُزرع بذور الطماطم والباذنجان والفلفل، وتُغرس فصوص الثوم.

مطر نوء القلب:
مطر هذا النجم مفيد باذن لله تعالى
ينبت الفقع والعشب، ويُسمّى الأرض بالخضره خاصة في أول 20 يومًا من المربَعانيّة.

تنبيه:
يُستحسن من أصحاب الرحلات أن يأخذوا معهم الملابس الشتوية من جاكيت وجوارب وبجامة وواقي الرأس وشال، لتوزيعها على الرعاة في البرية صدقةً منهم وإحسانًا على المساكين؛ فهم يعانون من البرد الشديد في البراري.

ملاحظة:
موجات البرد قد تزيد وتخف، ولا تكون على وتيرة واحدة خلال موسم الشتاء؛ فهي متقلبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى