الجائزة السعودية للإعلام.. 4 مسارات و14 فرعاً تعيد تشكيل المحتوى وتطلق بعده العالمي

 

حنان البكري_ الرياض – ديسمبر 2025:

رسمت الجائزة السعودية للإعلام، منذ إطلاقها في 21 نوفمبر 2025، ملامح مرحلة جديدة من التميز في صناعة المحتوى، واضعةً أمام الطامحين خارطة طريق للمبدعين تقودهم نحو منصة التتويج المنتظرة ضمن فعاليات المنتدى السعودي للإعلام 2026.

و يأتي ذلك متوافقاً مع الزخم المتنامي الذي يشهده المنتدى في نسخته المقبلة، التي تُقام – تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله – خلال الفترة من 2 إلى 4 فبراير 2026 في الرياض، وبمشاركة أكثر من 250 شركة محلية و إقليمية و عالمية، و حضور واسع من قادة الإعلام والشركات التقنية و الابتكارية، إلى جانب إقامة معرض مستقبل الإعلام الذي يشكّل محطة رئيسية لعرض أحدث التقنيات و الحلول، ليكتمل بذلك مشهد إعلامي متكامل يعزز التحول المتسارع في الصناعة الإعلامية السعودية ويُبرز رؤيتها الطموحة.

و تتوسع الجائزة هذا العام عبر أربعة مسارات رئيسة تشكّل إطاراً شاملاً يغطي أربعة عشر فرعاً من مجالات العمل الإعلامي، في تصميم يعكس اتساع مشهد الصناعة و تنوع أدواتها، ففي

مسار المحتوى الإعلامي المرئي و المسموع تفتح الجائزة آفاق المنافسة أمام البرامج الرياضية، و الحوارية الاجتماعية، و البرامج الحوارية الإذاعية و البودكاست، يهدف هذا المسار إلى تكريم المؤسسات و الجهات التي اتسمت أعمالها بالاستدامة و الاستمرارية، و نجحت في تقديم محتوى سمعي و مرئي مؤثر ذي أثر متراكم، يوظّف الصورة والصوت كأدوات للسرد و التواصل، قادرة على الوصول إلى الجمهور بأسلوب أكثر قربًا وعمقًا، و يمنح المبدعين مساحة لإبراز أصواتهم ورؤاهم عبر منصات تتسع يومًا بعد يوم.

و يأتي هذا المسار في الجائزة السعودية للإعلام بوصفه نقطة الضوء الأبرز، حيث يقدّم فئة المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي كإضافة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الجوائز الإعلامية، و تمثل هذه الفئة نقلة جوهرية تعيد تشكيل مفهوم الصناعة الإبداعية، إذ تُعد أول جائزة عالمية متخصصة في هذا المجال ضمن منظومة الجوائز المهنية، ليشكل المحتوى الذكي رافدًا إبداعيًا قائمًا بذاته.

و تعكس الجائزة توجهًا سعوديًا طموحًا نحو ريادة توظيف الذكاء الاصطناعي في بناء محتوى متطور يدمج الخيال البشري بالقدرات التقنية المتقدمة، و يمنح صنّاع المحتوى مساحة جديدة لاستكشاف حدود الابتكار و تجاوز الأطر التقليدية في الإنتاج وبفضل هذا المسار، يتشكل مفهوم جديد لجودة المحتوى الرقمي قائم على الذكاء، و الابتكار، والقدرة على التأثير العابر للحدود.د

و يمثل هذا التوجه محطة تحول في المشهد الإعلامي، إذ يُحفّز إنتاج أعمال قادرة على منافسة المحتوى الدولي المتقدم، و يرسّخ مكانة المملكة قائدًا لمرحلة التحول الرقمي الإعلامي، و مختبرًا رائدًا يعيد تعريف مستقبل السرد، و صناعة الرسائل، و تطوير التجارب الرقمية المبتكرة.

و على الجانب الآخر، يحافظ المسار الصحفي على مكانته الأصيلة في منظومة الجائزة، محتفيًا بقيمة الكلمة عبر فروع التقرير الصحفي، و المقال الصحفي، و الحوار الصحفي، وجائزة البحث الأكاديمي في المجالات الإعلامية ، ليشكل امتدادًا يعزز التكامل بين أصالة الصحافة التقليدية وحداثة المحتوى الرقمي، ضمن رؤية متكاملة ترتقي بجودة الطرح المهني و تدعم مسيرة التطور الإعلامي السعودي.

و يعكس اتساع الجائزة بفروعها الخاصة توجّهًا يربط التقدير الإعلامي بدوره الأعمق في دعم الرموز وصنّاع الأثر، حيث تمنح جوائز مثل شخصية العام الإعلامية والمنافس العالمي و جائزة العامود الصحفي مساحة لتقدير الجهود الفردية التي استطاعت تأكيد حضورها خارج الحدود، و تقديم محتوى يمتلك قوة الوصول و التأثير في الساحات الدولية، بما يعزز موقع المملكة في المشهد الإعلامي العالمي و يكرّس قيمة الابتكار كمعيار للتفوق.

ويمتد هذا الاتساع ليشمل المسار المخصص للحملات الإعلامية في يوم التأسيس، واليوم الوطني، ويوم العلم، وهو مسار يضع الأعمال الوطنية المبتكرة في موقع يليق بدورها في التعبير عن الهوية و تعزيز روح الإيجابية والابتكار في المناسبات الكبرى، ليمنح الجائزة بعدًا يرتبط بالثقافة والوجدان ويواكب تطور صناعة المحتوى و اتساع حضورها.

وقال رئيس المنتدى السعودي للإعلام محمد بن فهد الحارثي: “تأتي الجائزة السعودية للإعلام امتدادًا لرؤية تسعى إلى تعزيز مكانة القطاع الإعلامي السعودي، و تمكين المواهب، و رفع معايير التنافسية والإبداع في مختلف مسارات الإنتاج الإعلامي. وقد صُممت فروع الجائزة لتأخذ بيد المبدعين نحو فضاءات أوسع من التطور والنمو، و لتكون منصة تبرز جودة العمل الإعلامي السعودي على المستويين المحلي والدولي.”

و أضاف:“ومن بين هذه المسارات تبرز جائزة المنافس العالمي التي تمثل بعدًا مهمًا في فلسفة الجائزة؛ فهي مسار يهدف إلى تحفيز المبادرات الإعلامية على دخول دائرة التنافس الدولي وترسيخ ثقافة الابتكار بوصفها معيارًا للتأثير. و نحن نكرّم من خلالها الأعمال التي نجحت في تحقيق حضور عالمي عبر محتوى مبتكر ورسالة مهنية عميقة وقدرة واضحة على الوصول لجمهور دولي، وهو ما يعكس المكانة المتنامية للمملكة كقوة مؤثرة في المشهد الإعلامي العالمي.”

و من خلال هذا التنوع في المسارات واتساع نطاق التقدير، تترسخ الجائزة السعودية للإعلام كمنصة تصنع بيئة معرفية حيّة تُحفّز المواهب على تحويل شغفها إلى منجز حقيقي، وتفتح أمام المبدعين طريقًا واثقًا للمشاركة في فروع الجائزة المختلفة، في رحلة تنتهي على منصة التتويج خلال أعمال المنتدى السعودي للإعلام 2026.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى