الانتظار

 

بقلم: إبراهيم النعمي

الانتظار حالة إنسانية تتكرر في حياة كل إنسان، وهو شعور يتأرجح بين الأمل والألم، بين الرجاء والخوف، وبين ما نتمناه وما يؤجله القدر لحكمة لا نراها فورًا. ننتظر لأننا نؤمن أن خلف الغياب حضورًا، وخلف التأخير عطاءً، وخلف الصبر فرجًا.

يمضي بنا العمر على أرصفة الانتظار، فمنّا من ينتظر فرجًا يبدّد ضيق الأيام، ومنّا من ينتظر شفاءً يعيد الطمأنينة للجسد والروح، ومنّا من ينتظر غائبًا أرهق الشوق قلبه، ومنّا من ينتظر سعادة يظنها مؤجلة خلف باب الزمن. وتتعدد صور الانتظار، لكن وجعه واحد حين يطول.

وأقسى ما في الانتظار أن نعلّق قلوبنا بأشخاص لا ينتظروننا، أو بأحلام لم تنضج بعد، فيتحول الصبر من طمأنينة إلى ثقل، ومن رجاء إلى اختبار. ومع ذلك، يظل الانتظار مدرسة نتعلّم فيها الاتكال على الله، والتخفف من التعلّق بما سوى وعده.

ليس كل ما ننتظره يأتي، وليس كل تأخير خسارة، فكم من أمنية لو تحققت في وقتها لأرهقتنا، وكم من باب أُغلق ليقودنا إلى بابٍ أوسع وأجمل. وفي زحام الانتظار ندرك أن الوقت حين يختاره الله يكون أدقّ من رغباتنا وأرحم من استعجالنا.

يبقى الأمل هو الرفيق الأصدق في رحلة الانتظار، والركيزة التي نتكئ عليها حين تتعب الأرواح، فالأمل ليس إنكارًا للوجع، بل إيمانٌ بأن وراءه حكمة، وأن القادم من الله خير، وإن تأخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى