قصيدة «نوير العنزي… حين تفكّر اللغة بصوتٍ إنساني»

 

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي

لم تكن نويرُ

اسمًا يمرّ في سجلّات اللغة،

بل سؤالًا مفتوحًا

حين تعبت البلاغة من التكرار،

واحتاج العقل إلى مرآة.

تدخل النصّ

كما يدخل الضوءُ فكرةً قديمة،

لا تهدم المعنى

بل تعيد ترتيبه

ليتذكّر لماذا وُجد.

تُصغي للكلمات

لا بوصفها حروفًا،

بل ككائناتٍ أخلاقية

تخطئ حين تُستعمل،

وتستقيم حين تُفهم.

تعرف أن اللغة

ليست زينة للخطاب،

بل مسؤولية،

وأن البلاغة

حين تنفصل عن الإنسان

تصير ضجيجًا أنيقًا.

في حضورها

يتصالح النقد مع الرحمة،

والفلسفة مع الحياة اليومية،

فلا يعود السؤال قاسيًا،

ولا الجواب متعاليًا.

نوير…

امرأة تمشي بين المفاهيم

كما يمشي الحكيم بين الناس،

لا يدّعي الحقيقة،

بل يعلّمها كيف تُصغي.

تكتب…

لا لتنتصر،

بل لتكشف

أن التفكير الناقد

هو أرقى أشكال الحبّ للعقل.

وحين تصمت،

لا تصمت اللغة،

بل تستعد

لأن تُقال على نحوٍ أصدق.

هي ليست أستاذةً فحسب،

هي احتمالٌ أخلاقي

داخل زمنٍ

يحتاج أن يتعلّم

كيف يفكّر

قبل أن يتكلّم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى