إلى وزارة الرياضة: آن الأوان لتأسيس الهيئة العامة للمنتخبات

عبد العزيز عطية العنزي
في ظل التحول الكبير الذي تشهده الرياضة السعودية، وما تحققه من إنجازات محلية وقارية وعالمية، بات من الضروري إعادة النظر في البنية التنظيمية المسؤولة عن إدارة المنتخبات الوطنية، باعتبارها الواجهة الرسمية للرياضة السعودية، وصورة الوطن في المحافل الدولية.
إن تعدد المنتخبات وتنوع الألعاب الرياضية، واختلاف احتياجاتها الفنية والإدارية، يفرض وجود كيان مستقل متخصص يتولى الإشراف الكامل على المنتخبات الوطنية، بدءًا من الفئات السنية، مرورًا بمنتخبات الشباب، وصولًا إلى المنتخبات الأولى، بما يضمن توحيد الرؤية، واستمرارية العمل، وعدم تأثر المنتخبات بتغير الإدارات أو الظروف المؤقتة.
إن تأسيس الهيئة العامة للمنتخبات سيكون خطوة استراتيجية تواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال بناء منظومة احترافية تعمل وفق معايير واضحة، تشمل التخطيط طويل المدى، واختيار الكفاءات الفنية والإدارية، وتطبيق برامج إعداد متكاملة، تعتمد على البيانات والتحليل العلمي، لا على الاجتهادات الفردية.
كما أن وجود هيئة مستقلة سيعزز من مبدأ الحوكمة والمساءلة، ويرفع كفاءة الإنفاق، ويمنح المنتخبات الاستقرار المطلوب لتحقيق النتائج، بدلًا من الحلول المؤقتة وردود الأفعال بعد كل إخفاق أو إخفاق محتمل. فالمنتخب الوطني لا يُبنى قبل البطولات، بل يُصنع عبر سنوات من العمل المنهجي المتواصل.
إضافة إلى ذلك، ستسهم الهيئة في توحيد الهوية الفنية للمنتخبات، وربطها بمسار تطوير المواهب، وتفعيل الشراكات مع الجامعات، ومراكز الأبحاث الرياضية، والاستفادة من الخبرات العالمية، بما يضمن صناعة لاعب دولي قادر على المنافسة والاستمرارية.
إن المنتخبات الوطنية ليست مجرد فرق تمثل المملكة في البطولات، بل هي مشروع وطني، واستثمار في الإنسان، ورسالة تعكس تطور الوطن وطموحاته. ومن هنا، فإن تأسيس الهيئة العامة للمنتخبات لم يعد خيارًا، بل ضرورة تفرضها المرحلة، وتستحق أن تكون ضمن أولويات المرحلة المقبلة لوزارة الرياضة.
ختامًا، فإن الطموح كبير، والإمكانات متوفرة، وما ينقصنا هو الإطار المؤسسي الذي يجمع الجهود ويوجهها نحو هدف واحد: منتخبات وطنية قوية، مستقرة، وقادرة على المنافسة باسم المملكة العربية السعودية في كل المحافل.



