ناقد سعودي: قصيدة “انفكت السبحة” تتنبأ بزمن “التفاهة” قبل 200 عام

صالح الصواط – الطائف
أقامت جمعية الثقافة والفنون بالطائف أمسية نقدية ثرية، ضمن أماسي مقهى عكاظ الثقافي الفني 2025، والمقام ضمن برنامج مديد وترعاه هيئة الأدب والنشر والترجمة حيث استضاف المقهى فيها الناقد والباحث خلف بن سرحان القرشي، الذي
غاص في أعماق التجربة الشعرية لـ “شاعر الحجاز” بديوي الوقداني. مؤكِداً أن الوقداني لم يكن مجرد شاعر شعبي، بل كان فيلسوفاً قرأ التحولات القيمية والاجتماعية برؤية استشرافية.
وأوضح القرشي أن قصيدة “انفكت السبحة” الشهيرة، رغم مرور قرنين على كتابتها، إلا أنها توصّف بدقة “زمن التسطيح” الذي نعيشه اليوم، حيث تتبدل المعايير ويطفو “الرخيص” على حساب “الثمين”. وأشار إلى أن استخدام الوقداني لرمز “سليمان” في قصيدته يحمل أبعاداً عرفانية تتجاوز النداء المباشر لابنه أو صديقه، لتستحضر “سليمان الحكيم” القادر على لمّ شتات الفوضى الكونية.
كما تناول اللقاء الفارق الجوهري بين فخر المتنبي وفخر الوقداني، معتبراً أن الأخير كان يفخر “بروحه” وتجربته التي صقلتها الأيام، وليس فقط بأدواته الشعرية. واختتم اللقاء بدعوة الباحثين والنقاد لالتفاتة أعمق لهذا الإرث الذي يمزج بين جلال الفصحى وروح البادية.
أدار الجلسة الأستاذة رحمة الطويرقي، التي أسهمت بإدارة حوارية متوازنة، فتحت المجال أمام مداخلات الحضور وأسئلتهم، مما أضفى على الأمسية طابعًا تفاعليًا ثريًا.
واختُتمت الجلسة بنقاشات أكدت أن قصيدة «انفكت السبحه» ليست مجرد نص شعري، بل تجربة إنسانية مفتوحة على قراءات متعددة، تعكس قدرة الشعر على مساءلة الواقع واستنهاض الوعي .




