مكافأة الموظف المثالي وتحفيزه بالإنتاج: بين العدل والأهواء الشخصية

بقلم الكاتب / د. أحمد الثقفي

يعد الموظف المثالي أحد الركائز الأساسية لنجاح أي مؤسسة. فهو العنصر الذي يحقق الإنجازات ويعكس صورة إيجابية للمكان الذي يعمل فيه. وعندما يُكافأ هذا الموظف على جهوده وتفانيه، فإن ذلك يعزز من روح العمل ويحفزه على الاستمرار في تحقيق المزيد من النجاحات. ولكن، ماذا يحدث عندما يُحرم هذا الموظف من تقديره المستحق بسبب الأهواء الشخصية؟ وكيف يؤثر ذلك على الأداء والإنتاجية في المؤسسة؟

تأثير سلب التقييم المستحق على الأداء والإنتاجية:

عندما يُمنح الموظف المثالي تقييمًا أقل مما يستحق، فإن ذلك يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا عليه. فبدلاً من أن يشعر بالتقدير والاعتراف بجهوده، يجد نفسه محبطًا وغير متحمس للاستمرار في العمل بنفس المستوى من الإنتاجية. هذا النوع من المعاملة قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الأداء العام في المؤسسة، حيث يتأثر باقي الموظفين أيضًا عندما يرون أن التفاني والاجتهاد لا يُكافأ بالشكل المناسب.

الرأي النظامي للموارد البشرية والخدمة المدنية في مكافأة الموظف المميز:

في النظام الوظيفي الحديث، تحرص قوانين الموارد البشرية والخدمة المدنية على تأمين حقوق الموظف وضمان حصوله على المكافآت المستحقة بناءً على أدائه الفعلي. هذه القوانين تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة بين جميع الموظفين، بعيدًا عن أي تحيز أو أهواء شخصية.

وفقًا للنظام المعمول به في كثير من الدول، يتم تقييم أداء الموظفين بناءً على معايير موضوعية واضحة يتم الاتفاق عليها مسبقًا. وإذا ما تبين أن هناك تحيزًا أو ظلمًا في التقييم، يحق للموظف الاعتراض واللجوء إلى الجهات المختصة لضمان حصوله على التقييم العادل.

النتائج المترتبة على تحفيز الموظف المثالي:

عندما يتم مكافأة الموظف المثالي بشكل عادل ومستحق، فإن ذلك ينعكس إيجابيًا على المؤسسة ككل. فالموظف المثالي يشعر بالتحفيز والدافعية للاستمرار في تقديم الأفضل، وهو ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة العمل. وبالإضافة إلى ذلك، يصبح هذا الموظف قدوة لباقي زملائه، مما يدفعهم هم أيضًا للسعي نحو التفوق والاجتهاد في العمل.

في نهاية المطاف، من الضروري أن يتم التعامل مع الموظفين بعدل وإنصاف، بعيدًا عن أي أهواء شخصية. يجب أن يُكافأ الموظف المثالي على جهوده وتفانيه، وأن يُعطى حقه المستحق بناءً على تقييم موضوعي وشفاف. هذا هو السبيل لتحقيق بيئة عمل إيجابية ومنتجة، تدعمها قيم العدالة والإحسان، كما نصت عليها شريعتنا السمحة.

اللهم اجعلنا ممن يقيمون العدل ويؤدون الأمانات إلى أهلها، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

يا من على عرش العدالة قد بنى
أسس النجاح بصدق دون توانِ

أعطِ الأجير حقوقه دون التوى
فالعدل في الميزان درب الأمانِ

لا تظلم الإنسان في حق اكتسب
من جهد عمره والبذل والجنانِ

فالناس أرواحٌ تطير بجوها
إن طابت الأنفس زاد العطاء كيانِ

إن الجهود تبور إن لم يُنصفوا
ويذبل الزهر في أرض الهوانِ

فالعدل ميزان السماء وجذره
في الأرض باقٍ، في الخلق واللسانِ

إن كنت مسؤولًا فكن عادلاً
فالظلم يُسقط هامة البنيانِ

لا تبخس العامل فيما قد سعى
فالعدل باب الخير والإحسانِ

ومن يكافئ بالجزيل فإنه
يزرع القلوب بحبٍّ وامتنانِ

فالناس تحيا بالكرامة والعلا
ويزدهي في الحق كل مكانِ

إن الموظف حين يُعطى حقه
ينمو بأعماله مثل الجنانِ

والظلم يُمسي نارَ جَوفٍ داخلي
يحرق الفؤاد، ويقطع الأمانِ

إن النجاح طريقه معروف
بالعدل يسود وفي الحق يبانِ

أكرم عباد الله بالحق الذي
يجعل النفوس تحلّق بامتنانِ

فالعدل نورٌ ينشر الخير بيننا
يجعل الحياة تفيض في الأكوانِ

إن كنت تسعى للمقام الأعلى
فالصدق والعدل هما السبلانِ

أعطِ الحقوق بلا تردد أو هوى
فالحق أسمى ما يضيء الجنانِ

هذي الحياة تدور دورتها على
من يزرع الخير أو الظلم في الأركا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى