تسجيل الورد الطائفي والحناء في اليونسكو: دعم للتراث وتعزيز للسياحة المستدامة

الكاتبة ليلى يوسف الصالح

في خطوة تُبرز العمق الثقافي للمملكة العربية السعودية، تم تسجيل الممارسات المرتبطة بالورد الطائفي والحناء ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

ويأتي تسجيل الحناء كتعاون ثقافي بين عدة دول عربية تعكس ممارساتها المشتركة أهمية هذا العنصر بوصفه جزءًا من التراث الجماعي العربي، بينما يُبرز تسجيل الورد الطائفي تميّز المملكة بمنتج طبيعي فريد يُمثل قيمتها الزراعية والثقافية.

الورد الطائفي والحناء: رموز جمالية في التراث السعودي والعربي

• الورد الطائفي:
يُعتبر الورد الطائفي رمزًا للجمال الطبيعي في منطقة الطائف، حيث يتميز بجودة استثنائية جعلته عنصرًا أساسيًا في صناعة العطور والزيوت. إضافة إلى قيمته الاقتصادية، يعكس الورد الطائفي الترابط بين الإنسان والبيئة، ويُحتفى به سنويًا في مهرجان يجمع بين الفنون التقليدية والعروض الزراعية.
• الحناء:
يمثل فن نقش الحناء تقليدًا اجتماعيًا يمتد عبر ثقافات عدة في العالم العربي. وقد تم تسجيله في اليونسكو كموروث ثقافي مشترك بين دول عربية متعددة، منها المملكة العربية السعودية. تُستخدم الحناء في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والأعياد، حيث تعبّر النقوش الزخرفية عن الفرح والإبداع، مما يمنحها بُعدًا ثقافيًا وجماليًا عريقًا.

عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجلة لدى اليونسكو

إلى جانب تسجيل الورد الطائفي والحناء، أدرجت المملكة عددًا من عناصر تراثها غير المادي في قائمة اليونيسكو، ومنها:
1. الصقارة (2010): تراث يُبرز العلاقة المتوازنة بين الإنسان والطبيعة.
2. المجالس (2015): أماكن اجتماعية تُعبر عن الكرم والحوار المجتمعي.
3. القهوة العربية (2015): رمز الكرم والضيافة العربية.
4. العرضة النجدية (2015): رقصة تعكس الفخر والوحدة الوطنية.
5. النخلة (2019): شجرة الحياة المرتبطة بالممارسات الزراعية والثقافية.
6. الخط العربي (2021): فن يعبر عن الجمال والهوية الثقافية.
7. المزمار (2022): رقصة شعبية تُبرز التنوع الموسيقي في غرب المملكة.

دور تسجيل التراث غير المادي في تعزيز السياحة المستدامة

إن إدراج الورد الطائفي والحناء في قائمة اليونسكو يدعم السياحة المستدامة من خلال:
1. إبراز المملكة كوجهة ثقافية عالمية: يسلط الضوء على غنى التقاليد السعودية وتنوعها، مما يجذب السياح المهتمين بالثقافة والتراث.
2. تنظيم فعاليات سياحية مبتكرة: مهرجانات مثل “مهرجان الورد الطائفي” وورش عمل تعليمية حول فنون الحناء تُثري التجربة السياحية وتُعزز التفاعل مع التراث.
3. دعم الصناعات الثقافية: يُساهم في تعزيز الصناعات المرتبطة بالورد الطائفي مثل العطور، وكذلك دعم الحرفيين المختصين بفنون نقش الحناء.
4. تعزيز الفخر الوطني والوعي الثقافي: يُعزز تسجيل هذه العناصر الوعي بأهمية حماية التراث غير المادي ونقله للأجيال القادمة.

تسجيل الورد الطائفي والحناء: استثمار في المستقبل

تسجيل الورد الطائفي والحناء في قوائم اليونيسكو ليس مجرد توثيق للماضي، بل هو استثمار في المستقبل. هذا الاعتراف العالمي يُتيح فرصًا لحمايتهما من الاندثار وتعزيز دورهما كعناصر أساسية في الاقتصاد السياحي والثقافي. من خلال فعاليات مستدامة تشمل المهرجانات والورش التعليمية، تسهم المملكة في إبراز تراثها الفريد مع دعم رؤية 2030 الهادفة إلى تحويل الثقافة إلى ركيزة اقتصادية وسياحية. بهذه الجهود، تستمر المملكة في بناء جسور بين الماضي والحاضر، وتُبرز للعالم ثراء هويتها الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى