عندما يذوب الشمع في محراب عينيه

عبد العزيز عطية العنزي

أكاد أعيش هنا بين طيات الأماكن ، لكي أبقى وحيدا ، هناك خلف الظلام البعيد في نور عينيك .

ابتسامات تشعلها نظراتك الحادة ، وتقتلين بها ابتسامتك العذبة ، لا أدري هل أنت لي أم لغيري .

التفت يمينا ويسارا لعلي أجد أحدا حولي ، ربما تكون هذه الابتسامة والنظرة له وليست لي ،ربما أكون مخطئا في بعض أحاديثي أو بعض أوهامي التي تأخذني إلى عالم لا أعلم أين ينتهي.

وكلما نظرت لأحد همس قلبي لك ، لا أصعب من كلمات لا تغني عني شيئا ، إنما هي أوهام في ذاتي .

بالله عليك أسدلي الستار وقولي لي لمن هذه الابتسامة فكفى كفى كفى تعذبا ، فأنا أنظر إليك من بعيد وأقترب ولكني لا أستطيع الكلام ، أخاف أن أضيع اتجاهاتي وأوراقي .

ما بين يدي سطور لا أعرف ماذا أكتب بها ، أحاول أن ألمح ربما أجد الطلاسم التي تغريني ، يالهذا الكتاب ولهذا القلم ماذا يكتب؟ ويا لهذا القلب بماذا يهيم ، ويلي على هذا العقل لما يفكر كثيرا كثيرا .

أبحرت في منعطفات الحياة لا ابتسامات ولا فرح ولكنها دموع حزن وشقاء ، فلا تلوميني أيتها البعيدة القريبة عندما تبتسمين. فأنا لم أجد يوما أحدا يبتسم ، أخاف من نفسي ، وأخاف عليك من ذاتي إما اقترب هنا أو أبتعد هناك.

فأترك لي فأنا لا أطيق الفراق سئمت الفراق خطواتي فراق ألمي فراق .

بالله عليك أطفئي شموع عينيك فقد يئست من الانتظار ،  فهو محرق ملتهب جنون لا ينتهي .

أتعلمين أنني لا أعلم ماذا أريد ولا ماذا أبحث ، ولكنني أسير ولا أعلم أين خطواتي .

تأخذني ربما إلى فرح لم أعهده أو إلى حزن عهدته زمانا وأياما ، وعاش معي سنوات آه قولي لي من أنا ولكن قبل أن تقولي أطفئي شمعة عينيك فمحراب قلبي لا ينتظر الرحيل.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. وما الحبُّ إلا طاعةٌ وتجاوزٌ وإن أكثروا أوصافَهُ والمعانيا وما هو إلا العينُ بالعين تلتقي وإن نَوَّعوا أسبابَه والدواعيا
    سلم بوحك واحساسك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى