“قصور العسابلة” بالنماص.. وجهة سياحية تجمع التراث وفنون العمران
فاطمة محمد مبارك -أبها
تحولت القصور التراثية المشهورة في منطقة عسير إلى مواقع سياحية جاذبة تجمع بين الثراء المعرفي في مجال التاريخ والتراث والنشاط الاقتصادي الذي يوفر فرص عمل في مجالات عديدة خلال موسم الصيف.
وفي محافظة “النماص” – 150 كيلومترا شمال أبها- تبرز “قصور العسابلة التراثية” التي تقع وسط المنطقة المركزية لمحافظة النماص حيث أصبحت مقصدًا سياحيًّا لمئات الزوار يوميًّا من السياح وأهالي المنطقة، بعد أن دشن فعالياتها سمو رئيس هيئة تطوير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز.
ويبدأ الزائر جولته في القصور بالتسوق في الأركان المخصصة لبيع الأزياء التراثية والتحف والهدايا التي تمثل تراث وفنون منطقة عسير ، ثم يستمتع بقضاء بعض الوقت في تناول القهوة والمشروبات الساخنة في ساحة القصور قبل جولة داخل قصر “عابس” الذي أعيد تأهيله لاستقبال الزوار.
ويشير المرشد السياحي صالح الشهري في حديثه لـ”واس” إلى أن القصور كانت في بداية العهد السعودي مقرًّا لعدد من الجهات الحكومية مثل المحكمة، وملتقى للمناسبات الوطنية، مبينا أن مبادرة إعادة تأهيل المكان كانت بواسطة ملاك القصور ليكون مزارًا سياحيًّا وثقافيًّا يأتي ضمن توجه المملكة لتنشيط ورفع مستوى السياحة الداخلية التي تتضمنها رؤية المملكة 2030 .
وبحسب المؤرخ الدكتور عمر بن غرامة العمروي فإن “النماص” بُنيت في سنة 765 من الهجرة ، لكنها لم تأخذ اسم “النماص” إلا قبل 150 عامًا حيث كانت تسمى قديمًا
قرية “الوَعد” وبسبب وجود شجر “النمص” في مساحات واسعة حول القرية وفي الوادي المجاور لها، إضافة إلى بئر تسمى (النَّمَصَة)، سُمى المكان “بالنماص” .
ويحتوي الموقع التراثي على عدة قصور منها عابس” و” مِشرِف” و”ثربان” و ” خارف” وتتراوح ارتفاعاتها بين دورين وثلاثة أدوار تمثل الطابع التقليدي في البناء بمنطقة عسير، وتحتوي على ٦٠ غرفة مساحتها الإجمالية قرابة ٥٠٠٠ متر مربع، وزينت المباني من الخارج بمادة الكلس الأبيض الجيري، التي يستخرجها السكان من حجر (المرو) الأبيض، وسُقفت بخشب، وجريد، ولحاء العرعر ، وتتكون مادة الطلاء من الداخل بالجص المخلوط بالخلب الطيني.
وتضم “النماص” الكثير من المواقع الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية متفاوتة من أشهرها “قرية الجهوة” الذي أورد ذكرها الرحالة الهمداني، وتقع شرق محافظة النماص حاليا، ويشير المؤرخ “العمروي” إلى احتواء المحافظة على نقوش إسلامية في جبال تسمى “السجين” و”الغرامة” و”ذي العين” و”عجمة” و”قرن الغالة”.