قصيدة : أنشودة التاريخ
الشاعر: عبدالله الحربي
الحبُّ والأحلامُ لم تَذْهَبْ سُدَى
أنتِ السما .. ولمثلنا أن يصعدا
يا رايةَ التوحيدِ والمجدِ الذي
قال الزمان له: وُلِدْتَ مخلَّدا
بالأمسِ عزٌّ فيكِ قد بَلَغَ الذرى
واليَومَ فخرٌ يَسْتَخفُّ الفَرقَدا
لا الأمس يجهل من صنيعك مفخرًا
لا اليوم يتعب من مديحك منشدا
في صَفْحَةِ التَّاريخِ: أنتِ مَنارةٌ
في جُمْلَةِ الأوطَانِ: أنتِ المُبْتَدا
فسماؤكِ الخضراءُ ردّدَ غيمُها
خلفَ الأذانِ وصارتْ الدنيا صدى
وترابُكِ الأنقى تفوحُ صلاتُهُ
وتكاد كلّ نخيله أن تسجدا
إن تسأليني عن ولاءٍ صادقٍ
فلَقَدْ مددتُ من الولاءِ لكِ اليدا
ما زلتِ صامدةً تذودين الردى
عنّا لنسلمَ في ذراكِ ونرغدا
ما زلتِ نورًا في الدروبِ فهل رأى
ليل الزمان أشدَّ منك توقّدا ؟!
يا خادمَ الحرمينِ فيكَ استبشرتْ
كلُّ المَكَارمِ مِن سماحٍ أو ندى
بالرأي والحزمِ الأبيّ تسابقتْ
كلُّ الجموعِ وسلّمتك السؤددا
البيدُ تورقُ رفعةً وسلامةً
وتقدّمًا مذ صرتَ فيها سيّدا
ووليُّ عهدكَ بالنجاحِ مُبَجَّلٌ
بالفكر والتخطيطِ جاءَ مُجَدِّدا
في رؤيةٍ رسم النهارَ بها.. فكمْ
سرّتْ حبيبا.. ! كم أغاظتْ حسّدا !
فالمستحيلُ اليومَ صار مصفدا
والصعبُ في يمناك صار ممهدا
ظعنتْ ركائبنا إلى العليا فمن
يلوي ركائبنا ونحن لها حُدا ؟!