مرجع سعودي يوّثق مشكلة تحديد الجنس وضوابط الممارسة الطبية
غيداء الغامدي – متابعات
وضع طبيبان سعوديان وهم البروفيسور ياسر صالح جمال والدكتور محمد علي البار
مرجعًا شموليا يعد الأول من نوعه في العالم العربي لمشكلة تحديد الجنس وضوابط الممارسة الطبية .
وقال البروفيسور ياسر صالح جمال الذي أجرى 2000 عملية تصحيح للجنس على مدى 4 عقود ، إن الاصدار الذي جاء تحت عنوان “الذكورة والأنوثة بين التصحيح والتغيير والاختيار” يعد أول كتاب في المكتبة العربية، ويتناول بالتفصيل أهمية التفريق بين تصحيح الجنس الذي يعني تصحيح بعض الاختلاطات للوصول بالشخص الى الجنس الحقيقي له سواء ذكراً أو انثى، وبين التغيير الذي يعني التبديل الكامل من ذكر إلى انثى أو العكس لمجرد الشعور بالرغبة في ذلك ولا يوجد قصور في الجهاز التناسلي الخارجي وهذا الأمر محرم ولا يجوز شرعا ، أما التصحيح فجائز.
وأشار إلى أن جميع عمليات تصحيح الجنس تكللت بالنجاح ولله الحمد ، إذ يعيش أصحابها اليوم في حالة استقرار نفسي واجتماعي ويمارسون حياتهم الطبيعية ، موضحًا أنه ليست هناك فئة عمرية في عمليات تصحيح الجنس لأنه عندما يتم اكتشاف وجود خلل أو اختلاط في تحديد الجنس يتم اللجوء إلى المختصين للبدء في التصحيح.
وأضاف: من خلال تعاملي مع هذه الحالات فقد تم تشخيص المشكلة وتحديد الجنس في أكثر من 90% من المرضى عند الولادة، وتم إجراء عمليات التصحيح خلال السنتين الأوليين وأقل من 10% حضروا متأخرين وتم تصحيحهم، ونتمنى ألا نرى الحالات التي تأتي متأخرة بل نسعى إلى أن يتم تشخيص هذه الحالات عند الولادة وتصحيحها مبكرا لما لذلك من أثر كبير في نجاح العلاج وتجنيب الطفل من المعاناة النفسية عندما ينشأ في جنس ويتم تصحيحه إلى جنسه الحقيقي .
ونوه البروفيسور جمال أن العقدين الأخيرين شهدا نقلة كبيرة في معالجة هذه المشكلة تشخيصيا وعلاجيا لتقدم التحاليل الهرمونية الوراثية وأنواع التصوير الطبي الصوتي والمقطعي الشعاعي والمغناطيسي والمناظير ودراسة الأنسجة التشخيصية، وهناك الكثير من الأبحاث الطبية في هذا الجانب.
وعن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه الحالات، قال: هناك عدة أسباب رئيسية لمثل تلك الحالات منها الوراثة بنسبة كبيرة، وتناول أدوية أو وجود اختلال في هرمونات الأم تسبب خللا في تكوين الأجهزة التناسلية أثناء الحمل، لذا ينبغي تجنب زواج الأقارب في مثل هذه الحالات لأن ذلك يزيد من فرصة حدوث هذه المشكلة، كما ينبغي عدم تناول الهرمونات وغيرها من الأدوية التي قد يكون لها تأثير هرموني على الجنين ويؤدي إلى خلل في تكوين الأجهزة التناسلية.
وخلص البروفيسور ياسر جمال إلى القول:
نسبة التصحيح والتحديد قد تكون متقاربة بين الطرفين وان كان بزيادة طفيفة في حالات التصحيح إلى الذكورة، وهناك خمسة مستويات يتم من خلالها تحديد جنس المولود تتضمن فحص الكروموسومات والأعضاء التناسلية الداخلية للتأكد من وجود رحم وأنابيب بالنسبة للأنثى أو بربخ ووعاء منوي ناقل للذكر، إضافة إلى الغدد التناسلية من حيث كونها خصيتين خارجيتين أو داخليتين أو وجود المبايض، وفحص الشكل الخارجي للجهاز التناسلي كشكل طبيعي أو مبهم، وهو ما يتم الاعتماد عليه في معظم الحالات، ومن ثم تبدأ بقية الفحوصات للتأكد من الجنس الحقيقي والعمل على تصحيحه ، محذرًا النساء الحوامل من استخدام أي علاجات أثناء فترة الحمل إلا بإذن الطبيب، إلى جانب الابتعاد عن زواج الأقارب خاصة في الأسر التي لها تاريخ مرضي مسبق في ما يتعلق بالإصابة بعيوب اختلاط تحديد الجنس، أو حتى الزواج من أسر مشابهة لديها المشكلة نفسها.