زيارات إعلاميون تساند المناشط الثقافية والاقتصادية
غيداء الغامدي – متابعات
نفذت جمعية إعلاميون خلال الأسبوعين المنصرمين زيارات إعلامية لمعرض الرياض الدولي للكتاب ومعرض الصقور والصيد السعودي الدولي، وبمناسبة هذا الحراك الإعلامي والمشاركة المجتمعية التي تضطلع بها جمعية إعلاميون، قال المستشار الدكتور سعود الغربي رئيس مجلس إدارة جمعية إعلاميون، إن المملكة تعيش نهضة ثقافية غير مسبوقة، منطلقة من إيمانها بأن الثقافة واحدة من الأدوات الحضارية لبناء المجتمعات والإنسان، ولذلك في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فصلت الثقافة في وزارة مستقلة، وأسست العديد من الهيئات المعنية بالثقافة لتغطية كل جوانب الثقافة ومنحها استقلالية في التفكير والتخطيط والتنفيذ، ولهذا رسمت أهداف الثقافة وفق رؤية المملكة 2030 بدقة مع المحاور الاستراتيجية، والمتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
هويتنا الوطنية
وأوضح الدكتور الغربي أن المتاحف وقطاع البناء، والزراعة، تعتبر وجه ثقافة حيوي، وشريك استراتيجي لكل القطاعات، بما فيها الرياضة وما تشهده من تطوير واهتمام المملكة بهذا القطاع، وانها تشكل ثقافة ناعمة عابرة للقارات وبكل اللغات وتفهم الشعوب قاطبة.
وأكد الدكتور الغربي أن الثقافة شريك متقاطع مع كل المجالات، فكيف بقطاع معارض الكتب، وأيضا علاقة الثقافة بالمرأة، وقد سجل معرض الرياض الدولي للكتاب، على سبيل المثال، مبيعات مليونية وحضور زوار مليوني، وهذا نموذج فقط على حجم صناعة معارض الكتب في السعودية، وهذا بخلاف صناعة المكتبات والكتب في المملكة ودور النشر وحجم العمل في هذا السوق الثقافي. ويتضح ذلك ومع التطورات الكبيرة التي تشهدها معارض الكتاب في السعودية عامًا بعد آخر، سواء المحلية منها أو الدولية، لا سيما مع تزايد أعداد زوارها سنويًّا، حيث بلغ في عام 2023، نحو 2.2 مليون زائر، مقابل 1.8 مليون زائر في العام 2022م، وهذا ما تؤكد نجاح استراتيجية وزارة الثقافة وجهود الهيئة في رفع وعي سكان المملكة بأهمية القراء ودورها في تحسين جودة الحياة.
وأضاف الدكتور الغربي إن هويتنا الوطنية جزء لا يتجزأ من جوانب ثقافية عِدّة كالطعام الذي نأكله والملبس الذي نرتديه، ومع وجود أكثر من 34 مليون نسمة، تضم المملكة 13 منطقة مختلفة توحدها اللغة العربية، لكل منها لهجة مميزة وعادات وتقاليد فريدة، لذلك نحن نعيش في عصر الثقافة بكل معانيها الثرية والعميقة والمميزة. وأصبحت الثقافة من مقومات «جودة الحياة» في السعودية، ولذلك تم إطلاق برنامج «جودة الحياة 2020»، كما تم تدشين عدة مشاريع ثقافية ضخمة منها مشروع القديّة والمجمع الملكي للفنون ودار الأوبرا السعودية وغيرها من المشاريع، وغيرها الكثير والكثير لا وقت لحصرها.
واعتبر الدكتور سعود أن معرض الصقور والصيد السعودي، يعتبر جزء اساسي من الثقافة السعودية وحياة السعوديون، ويمثل قطاع اقتصادي حيوي وما يرتبط به من قطاعات اخرى مثلا ثقافة الرحلات وكل الصناعات المرتبطة بها بما في ذلك قطاع السيارات.
وبين الدكتور الغربي أن الرؤية المباركة للمملكة تضمنت دعماً لصناعة الثقافة عبر استهداف زيادة إنفاق الأسر على الثقافة داخل المملكة من 2.9 % إلى 6 % بحلول عام 2030، ودعم جهود المناطق والمحافظات، والقطاعين غير الربحي والخاص، في إقامة المهرجانات والفعاليات، وتطوير الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الثقافية والاجتماعية وتسجيلها رسمياً، وإطلاق البرنامج الوطني «داعم» الذي سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الثقافية ويوفر الدعم المالي لها.
الثقافة كرافد اقتصادي
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية إعلاميون، إن المملكة عملت على أن تكون الثقافة أحد الروافد الاقتصادية القوية، وأن تكون الثقافة منتجة للاقتصاد الوطني ومشاركة فيه بفاعلية، وهذا التوجه الاستراتيجي يتفق مع الدراسة الصادرة عن اتحاد جمعيات المؤلفين والملحنين (The International Confederation of Societies of Authors and Composers) التي تشير أن القطاعات الثقافية والإبداعية تحقق إيرادات سنوية تبلغ 2.25 تريليون دولار، وتوفِّر 29.5 مليون وظيفة حول العالم. وتسعى وزارة الثقافة إلى أن يسهم القطاع الثقافي بما يساوي 3 % من الناتج المحلي الإجمالي، بحلول عام 2030 وذلك من خلال المبادرة التي أعلنها وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله، لتحقيق تطلعات الوزارة، المتمثلة في رسالة مفادها تمكين وتشجيع المشهد الثقافي السعودي بما يعكس الماضي العريق وفتح الثقافة كنمط حياة، من أجل النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة المملكة الدولية.