لماذا خنتني؟

بشائر الحمراني
ألم تكن قلوبنا على نفس الإيقاع؟ ألم نتشارك الأحلام وننسج معًا الأمل من خيوط الأيام؟ كيف انطفأ وهج الثقة الذي زرعته فيك؟ كُنتَ لي كل شيء، ظِلٌ وملاذٌ وسماء، وكُنتَ أنا منقذَك من التيه.

لكنني اليوم أقفُ أمام مرآةِ الحقيقة، أبحث عنك ولا أجد سوى بقايا خيبة تناثرت في روحي. كيف تمكنت من طعن الروح التي آوتك؟ ماذا ربح قلبك حين اخترت الغدر على الوفاء؟ لقد سقطت الكلمات منك، وتهاوت كل الوعود التي كُنتُ أظنها ثابتةً كالجذور.

خنتني حين اعتقدت أن الحب مجرد لعبة، وأنني ورقة يمكن أن تُلقى في مهب الريح. لكني أدركتُ أخيرًا أنني لستُ الورقة، بل أنا العاصفة التي ستعيد ترتيب حياتي من جديد.
لماذا خنتني؟ إلا أنك لم تستحق وجودي، أو لأنك أدركت أن عطائي كان فائضًا، وثقتي كانت ملاذًا لإتقان دور الخائن؟ لماذا كذبت على نفسك وأسميت نفسك أخًا؟

كنت تدّعي أنك سندٌ لي، وأنك الحصن الذي لا يتزعزع، لكنك كنت في الحقيقة تُخفي خنجر الغدر خلف ظهرك، تنتظر اللحظة المناسبة لتغرسه في قلبي. لم تكن خيانة الجسد، بل كانت خيانة الروح، حينما اخترت الرحيل بلا مبرر، وأغلقت الباب دون أن تلتفت. كنتَ في حياتي كالظل، قريبًا لكنه بعيد، تُشعرني بالطمأنينة وفي نفس الوقت تحفر تحت قدمي.

لكنك أخطأت، ليس العيب في عطائي، وليس العيب في ثقتي. العيب كان في قلبٍ لم يعرف معنى الوفاء، في روحٍ تهرب من الحقيقة، وتفضل الكذب على المواجهة. قد خنتني، لكنك في النهاية خُنت نفسك. أما أنا، فقد تعلمت أنني لا أحتاج إلى من يخونني ليعلمني قيمة نفسي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button