قصتي مع ذوي الإعاقة السمعية: دعم وتمكين لمستقبل مشرق
د. عثمان عبدالعزيز آل عثمان
تولي حكومتنا الرشيدة -رعاها الله تعالى- اهتمامًا كبيرًا بالأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وتعمل على تقديم أفضل الخدمات لهم كجزء من مسيرة التطور والمساواة، إيمانًا بقدراتهم ودورهم في بناء وطن شامل ومتكافئ. ولأن مستقبلهم يهمنا كثيرًا، سعيت إلى كتابة هذا المقال؛ لنساهم معًا في تحقيق مستقبل مشرق بإذن الله تعالى، ودعم أهداف رؤية ٢٠٣٠، والعمل لتحقيق آمال ورغبات ذوي الإعاقة السمعية والاهتمام بشؤونهم.
ما أروع تربية ذوي الإعاقة السمعية:
تُعد تربية ذوي الإعاقة السمعية من أعظم المسؤوليات وأكبر الأمانات التي تقع على عاتق الأبوين، وهي من أجلّ العبادات لما يترتب عليها من منافع في الدنيا والآخرة. تتطلب هذه المهمة الكثير من الجهد والمثابرة وبذل المال، ولهذا لا بد من الإخلاص لله تعالى واحتساب الأجر والثواب فيما يُقدَّم لهم من رعاية وتربية.
البيئة التعليمية المثالية ونافذة المعرفة:
البيئة التعليمية المثالية تُعد من أهم مراحل تطور الأشخاص ذوي الإعاقة، فالقراءة والتعلم هما نافذة معرفية تزودهم بالأدوات اللازمة لتعزيز معرفتهم وتطويرهم. وتساعد بيئة التعلم الفعالة، التي تراعي الفروق الفردية وتوفر جميع الاحتياجات، في تنمية نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف. بيئة التعلم الإيجابية بين المعلمين وأسر الأطفال تمنحهم الأمان وتحفزهم نحو التعلم والإبداع.
نصيحة من القلب:
يُقال إن أشد الناس ندمًا في الدنيا والآخرة هم المقصرون في حقوق ذوي الإعاقة. لذا علينا أن نحرص على دعمهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم. ليكن شعارنا “نعم الأم ونعم الأب”، الذي ينسى العثرات ويتذكر فقط الذكريات السعيدة؛ ليعيش طفله حياة مليئة بالسعادة.
ضع أمام عينيك قول الله تعالى في سورة الشعراء: “وتوكل على العزيز الرحيم”، فكلما أصابك القلق على أطفالك، فوِّض أمرهم إلى الله تعالى؛ فهو القادر والحافظ.
قوة العمل الخيري على الحياة النفسية:
اعلم أن أعمالك الخيرية تؤثر إيجابيًا على حالتك النفسية وحالة أطفالك، فهي ليست فقط مصدر أجر، بل أيضًا علاج للنفس. الأسرة التي تجتهد في الدعاء لأطفالها يدبر الله تعالى أمرها ويبعد عنها الشر، ويمنحها الأمن والأمان.
كلمات للأبناء:
طفلي العزيز: كن مقبلًا على الله تعالى، مستريحًا ومنشرح الصدر، لا تدع الماضي يثقل قلبك، وركز على كل ما هو خير ومستقبل واعد.
تأكد أن التأخير في تحقيق بعض الأمنيات قد يحمل في طياته خيرًا أراده الله تعالى لك، فالصبر والتفاؤل يجلبان الخيرات والمسرات، والنعم التي وهبنا الله تعالى إياها لا تُعد ولا تُحصى.
دور المجتمع في دعم ذوي الإعاقة السمعية:
يأتي دور المجتمع كأحد أهم الداعمين للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، حيث يسهم في احتضانهم وتقديم يد العون لهم، ويشمل هذا الدعم تعزيز الوعي المجتمعي حول حقوقهم وأهمية مساهماتهم في مختلف القطاعات. المجتمع يمكنه أن يكون قوة دافعة لتذليل الصعوبات التي تواجههم، من خلال المبادرات الخيرية، ودعم البرامج التدريبية والتأهيلية، وتوفير الفرص الوظيفية المناسبة.
“كل خطوة تجاه دعم ذوي الإعاقة السمعية هي مساهمة في بناء مجتمع أكثر تسامحًا وتماسكًا، فلتكن أفعالنا جزءًا من الحل والرؤية المستقبلية”.
أهمية التمكين في مرحلة الطفولة:
تشكل مرحلة الطفولة أساس بناء الشخصية؛ لذا فإن تمكين الأطفال ذوي الإعاقة السمعية منذ الصغر يمنحهم الثقة ويعزز من تطلعاتهم نحو المستقبل. كل إنجاز يتحقق في هذه المرحلة هو لبنة تضاف إلى شخصيتهم، وتوجههم نحو الاعتماد على الذات والإبداع في مجالات حياتهم المختلفة.