القانون و الإنسانية
عائشه الجمالي
شكت سيدة بريطانية من الم شديد في البطن (الم الولاده) الساعة الثالثة فجرا وكان زوجها مسافرا خارج المملكة المتحدة ، ما كان منها إلا ان تطلب المساعدة من جارها العراقي المعروف بغيرته وحميته لكي يأخذها الى المستشفى بسيارته .. . . . لبى النداء واخذها مسرعا الى المستشفى وهي تصيح من شدة الالم ، تجاوز كل الإشارات الضوئية الحمراء مخاطرا بسحب اجازة السواقة لإن قوانينهم صارمة بهذا الشأن ..!! اوصلها الى المستشفى بأمان وبقي معها الى ان وضعت مولودها بسلام ، اطمأن عليها ورجع للمنزل واتصل به زوجها يشكره على فعله الشهم ..!! بعد ايام جاءه اشعار من دائرة المرور يبلغه بضرورة دفع غرامة مالية لتجاوزه الإشاره الضوئية الحمراء .. . . . ذهب الى المرور ودفع الغرامة وذهب للشخص المسؤول وقال له : سيدي انا تجاوزت الإشاره الحمراء متعمدا لكي اوصل مريضة للمستشفى ولا مشكلة لدي بالغرامه فقد دفعتها لكن الذي يحيرني كيف عرفتم بالأمر ولا توجد كاميرات في ذلك الشارع ولا يوجد شرطي مرور ؟! قال له المسؤول : المرأه الحامل هي من بلغت عنك !! . . لم يصدق اذنيه ..!! عندما عاد في المساء ذهب الى جارته لكي يطمأن عليها ويبارك لها مولودها الجديد ،، استقبلته برحابة صدر وشكرته وكادت تبكي من إمتنانها وسرورها بلفتته الانسانية ، لم يسرها في نفسه وسألها انت من بلغت عني ادارة المرور ؟! . . قالت : اجل ،، قال لماذا ؟! قالت له : نحن بلد قانون وبلد منظم والمخالف يجب ان يأخذ جزاءه مهما كان وإبن من كان ، وبغير هذا القانون لم ولن نبني هذه الأمه وستسود الفوضى والكل يفعل ما يحلو له، صحيح انك ساعدتني وانا شاكرة فضلك وإحسانك لكن ، انا جزء من منظومة تطبيق القانون الذي يبدأ بي ويشمل كل مسؤول ارجوك ان تفهم هذا الشئ وتقدره !! . . ! وقدمت له اشعارا بأنها قد أضافت مبلغ المخالفة التي دفعها في حسابه المصرفي خرج منها متحيرا بين الإنسانية التي لا تعرف القوانين وبين القوانين التي لا تعرف الإنسانية …
( واقعية من صديق في لندن ) .. . . ماذا نحن فاعلون امام ما حدث