محاولة انتحار
بقلم الكاتب / خالد بن محمد الفريجي
مستشار اسري واخصائي حماية اجتماعية
الكثير من العلاقات الأسرية والاجتماعية وأحيانا الوظيفية تجد فيها أن أحد الأطراف دوما في زاوية العطاء اللامحدود ويحاول أن يظهر بمظهر المرمم لأخطاء الآخرين ولو كان على حساب كرامته أو مصالحه أو وقته .
وكلما هبت هبوب عواصف الخلاف بين أفراد الأسرة تجده ملبيا لنداء الصلح ويحاول أن يلطف الأجواء ويقرب الآراء وربما ينجح مرة وأخرى لكنه لن يستطيع أن يستمر في العطاء إلى مالا نهاية لاسيما في حالة النكران لجهوده المباركة , بل إن البعض يراها أنها من واجباته أن يكون في دور المصلح في كل الأحوال .
كن نبيلا وساعيا في الخير وباذلا للمعروف إلا إذا كان ذلك على حساب علاقاتك الأسرية والانشغال عن أسرتك وممن هم يرجون حبك .
كن متوازنا في مبادراتك والأهم من كل ذلك أن يكون لك جهد أعظم في مساعدة الآخرين في حل مشاكلهم وليس الاعتماد عليك أو غيرك في ذلك .
من المهم أن يكتسب الأفراد في الاسرة الواحدة مهارات حل المشكلات والاعتماد على أنفسهم بعد اكتسابهم للخبرات اللازمة التي تعينهم على اتخاذ القرار الصحيح .
اكتساب فن إدارة الازمات والعمل في أجواء الصراعات لن يأتي جزافا بل من خلال تلك الإخفاقات والتحديات والحلول الفاشلة في أغلبها والتي كلها ستصقل شخصية الفرد وتجعله أكثر وعيا في مثل هذه المواقف .
ابتعد دوما عن أن تكون في كل أحوالك المعطاء بلا حساب ولا عقاب ففي ذلك محاولة انتحار بطيء لاهتماماتك وفرحك وسعادتك ووقتك وجهدك .
التدخل المحمود والإيجابي هو الذي يكون في الحالات الصعبة والتي تستدعي تدخلك العاجل وأن تحاول أن تساعد أطراف المشكلة في البحث عن الحلول واختيار أفضلها ، فبذلك ستعطيهم القدرة على الاعتماد على أنفسهم والبعد عن الاتكالية على الآخرين لحل تلك المشكلات .