ضعف التذكر
بقلم : ديمة الشريف
النّسيان نعمة وهبها الله للبشر كي تستمر الحياة بصورة طبيعية.
ويختلف النّسيان من شخص إلى آخر.
هناك من يحتفظ طويلا بأحزانه حتّى تثقل روحه وتتعب جسده وتوجع قلبه ، وهناك من يحتسب لله ويترك الأمر لخالقه ، فهو شيء نسبي بين شخص وآخر.
و الأرواح التي تعيش بعاطفة مرهفة وإحساس عال وتحفظ العهد والوعد تكون أكثر تعرضا لألم الذّكرى و أسيرها حتّى أنّه يتمنى أن يفقد ذاكرته على حين غرة.
وهناك من فقدها كاملة بسبب ما عاناه في حياته وهو محصلة الصّراعات التي نعيشها والقلق الزّائد مما يؤي إلى نسيان قصري وقد تعود الذّاكرة بين الحين والآخر
والزهايمر لا يؤلم صاحبه كثيرا ولكن يؤلم الأحباء المقربين حوله حين لا يستطيعون أن يعيدوا المصاب بالزهايمر إلى عالمهم واسترجاع لحظاتهم الجميلة معه.
وهناك من يتناسى ما يؤلمه وهو بالحقيقة أكثر وجعا حين ينفرد بنفسه وتحاصره الذّكريات من كلّ جانب.
هذا المقال ليس دعوة للنسيان أبدا بل علينا أن نترك ذكرى جميلة في كلّ مكان يحتوينا ونتذكر الآخرين بالخير والمقربين بالدعاء لهم وتذكر أفعالهم الطّيبة.
فكلّنا سنصبح ذكرى يوما ما ويطالنا النّسيان .