بقعة ضوء
حين نعيش زمنآ طويلآ داخل كهف مظلم ، نعتاد على عتمة المكان ونتعايش معها ، نكتفى ببصيص الضوء الذي لايكشف لنا مساويء المكان وانعدام الرؤيا.
نتقبل المكان بجميع مافيه فقط لاننا متواجدين فيه بإرادتنا، بل قد نركن لأكثر الزوايا المظلمة فيه و نعتاد الجلوس بها ونهجر تلك الأماكن الواضحة ذات الأنوار.
فقط لأن ذلك المكان أصبح جزءا منا، لانفكر بالخروج من دائرة الظلام المحيطة بنا ولا نفكر إشعال عود ثقاب.
كذلك هى علاقتنا بالبشر ، اندفعنا لأشخاص ولأشياء تعيقنا من رؤية أدق التفاصيل التى قد تكون صادمة لنا كيف تعايشنا مع هولاء الأشخاص دوان أن نكتشف عيوبهم ومساوئهم.
القرب بغير وعى يسلب منا القدرة على مشاهدة الحقائق ، وكشف خفايا الشخصيات ، كالأماكن المظلمة حين نعيش فيها لاندرك ماحولنا من مخاطر ومساويء لتلك الأماكن.
فقط حين يسلط على المكان المظلم بقعة ضوء نكتشف ماكنا به،
كذلك الأشخاص لانعرف حقيقتهم نجهل مابداخلهم لأننا نشاهدهم بقلوبنا لا بعقولنا ، حتي تظهر لنا التجارب شخصيتهم التى لم نكن نراها بسبب الرؤية الضبابية التى كانت تحيط بنا والتى كان مصدرها تغاضينا عن تصرفات كانت واضحة ولكن أبت قلوبنا تزيح ستار العتمة التى كانت تختبئ خلفها وجهه أخري لم نكن نعرفها ، ولكن ما إن نتصادم معهم حتى يظهر لنا خفايا شخصياتهم وتفاصيل لم تشاهدها ونحن بقربهم،