استراتيجية جمعية تكوين لتنمية الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية
عائشة الجمالي
تهدف استراتيجية جمعية تكوين لتنمية الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية إلى جعل المدينة المنورة رائدة عالمياً في ريادة الأعمال الاجتماعية ومركزاً لصناعة منظومة متكاملة لريادة الأعمال الاجتماعية وتعظيم اثرها في تحسين جودة حياة المجتمع ونهج من قبل الأفراد أو المجموعات أو الشركات الناشئة أو رواد الأعمال الذين يطورون و يمولون وينفذون من خلالها حلولًا للقضايا الاجتماعية والثقافية و البيئية
ونظراً إلى أن عالم ريادة الأعمال الاجتماعية جديد نسبياً فوضعت الجمعية عدداً من الحلول للتحديات التي تواجه أولئك الذين يتعمقون في المجال
أولاً يحاول رواد الأعمال الاجتماعيين التنبؤ بالمشكلات المستقبلية و معالجتها و الاستجابة لها بطريقة إبداعية على عكس معظم رواد الأعمال الذين يعالجون أوجه القصور الحالية في السوق يعالج رواد الأعمال الاجتماعيين قضايا افتراضية أو غير مرئية أو أقل بحثاً في كثير من الأحيان يمكن أن يكون من المستحيل تقريباً إنشاء شركات اجتماعية ناجحة على حلول محتملة فقط إذ يكون المستثمرون أقل استعداداً لدعم المشاريع الخطرة
كما ذكر سعادة المستشار عبدالعزيز بن محمد المقنص الأمين العام لجمعية الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية (تكوين) بمنطقة المدينة المنورة أن الجمعية بقيادة سعادك الدكتورة شهد سليمان رئيس مجلس الإدارة والسادة أعضاء المجلس والأمانة العامة للجمعية حريصين كل الحرص على تذليل كافة الصعوبات والتحديات التي تواجه رواد الأعمال الاجتماعيين و التشجيع على تأسيس شركات اجتماعية تساهم في تحقيق الاستدامة والأثر الاجتماعي
كما ذكر سعادته أن الجمعية ومن خلال حزمة من البرامج والمبادرات النوعية والاثرائية تهدف لإشراك الشباب من مختلف أنحاء المملكة في عدد من الندوات واللقاءات التدريبية والحوارية التي تركز بشكل رئيس على مهارات التواصل والإقناع والتفكير النقدي
كما تُساهم الجمعية في تصميم منتجات وخدمات تُساهم في خلق نموذج عمل مستدام وتعزيز تغيير نماذج العمل التي تقدمها الكيانات غير الربحية التقليدية إلى نماذج عمل ريادية ذات طابع مبتكر وقيمة مضافة و الحفاظ على استدامتها المالية
إنّ ريادة الأعمال الاجتماعيّة أحد مقوّمات نهضة المجتمعات ورفاهيّتها؛ لما تقدّمه من حلولٍ جذريّةٍ مستدامةٍ لمواجهة تحدّياتٍ اجتماعيّةٍ من خلال مشاريعَ مبتكرةٍ لروّاد الأعمال الاجتماعيين. ولا شك أنَّ لريادة الأعمال الاجتماعيّة دورًا جوهريًّا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، فهي تصبُّ في المحاور الأساسيّة الثلاثة للرؤية: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، وفي العديد من الأهداف المتعلّقة بمحور تنميةِ وتعزيزِ ريادة الأعمال. فنجد أنَّ ريادة الأعمال الاجتماعيّة تحقّق الاستدامة بمعناها الأوسع وليس فقط الاستدامة الماليّة، لأنّها تسعى لإيجاد حلولٍ مبتكرةٍ لمشاكل تنمويّة، سواء كانت اجتماعيّة، أو اقتصاديّة، أو بيئيّة، بالتالي تكون الحلول ذاتَ أثرٍ اقتصادي؛ الأمر الذي يُسهم في رفع الناتج المحلي
تعتبر ريادة الأعمال الاجتماعيّة أحد أنواع ريادة الأعمال، والتي يمكن تمييزها على أنّها فكرةً مبتكرة قابلةً للتطبيق، وتهدف لحلِّ قضيّةٍ اجتماعيّةٍ باستخدام الموارد المحدودة وتحقيق أقصى استفادةٍ لها من أجل أثرٍ اجتماعيٍّ مُستدام. وقد اختلف الباحثون والكتّاب حولَ مفهومِ ريادة الأعمال الاجتماعيّة أو الريادة الاجتماعيّة
فإنَّ شركات ريادة الأعمال الاجتماعيّة تتبع أحد هذين النموذجين:
نموذج غير ربحيّ مع وجود استراتيجيّات لإيجاد مصادر دخل الشركة الرياديّة الاجتماعيّة، وهنا تقوم الشركة بنشاط اجتماعيّ وتجاريّ لتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث تُستخدم عوائد الأرباح من جديد لمواصلة الاستثمار في المشروع وتحسين القيمة المجتمعيّة ال مقدّمة.
نموذج ربحيّ مع وجود استراتيجيّات تحرّكها القيمة الاجتماعيّة لشركة الريادة الاجتماعيّة، وهنا تقوم الشركة بنشاط اجتماعيّ وتجاريّ في نفس الوقت لتحقيق الاستدامة. وفي هذا النموذج، تُعتبر الشركة مستقلّة ماليًّا، ويمكن للمؤسسين والمستثمرين الاستفادة من تحقيق الربح الشخصي أيضًا.
ومن هنا إننا قد نتساءل من هو رائد الأعمال الاجتماعي؟ هو في الحقيقة شخص صاحب فكر إبداعي، لديه وعي بمشكلات مجتمعه، فيبادر بفكرةٍ ابتكاريّة خلّاقة لحلّ إحدى هذه المشكلات من باب حسِّه بالمسؤوليّة.
ومن أهم السمات التي تُميّز رائد الأعمال الاجتماعيِّ ما يلي:
الوعي والمعرفة الكافية بقضايا مجتمعه.
الثقة بالنّفس على إحداث التغيير؛ لإيمانه بقدراته وإمكانيّاته.
الإبداع في التفكير، وإيجاد حلول بالاستفادة من الموارد غير المستغلّة.
المبادرة والعطاء من أجل مجتمعه.
الإيجابيّة في التفاعل مع مشكلات المجتمع، وإيجاد حلولٍ لها.
القدرة على إلهام الآخرين، وإقناعهم لاتخاذ خطوات تغييرٍ حقيقيّةٍ في المجتمعات.
ولا شك أنَّ الشركات المجتمعيّة في مختلف القطاعات لها دورٌ فعّال في تحسين جودة حياة المجتمعات ورفاهيّتها، مما يجعل الحياة أسهل وأفضل للجميع.
ويمكننا قياس أثر ريادة الأعمال الاجتماعيّة على المجتمع وفق ثلاث مستويات، هي:
على المدى القصير تظهر آثار هذه الشركات المجتمعيّة في صورة تغيّرات إيجابيّة ملموسة على اقتصاد المجتمع.
على المدى المتوسط، حيث تساهم الشركات المجتمعيّة في تحسين أوضاع المجتمع وزيادة رفاهيته، مع العمل على زيادة الإنتاجيّة، وقيام مشروعاتٍ تنمويّة.
على المدى الطويل تُقاس مساهمة الشركات المجتمعيّة بقدرتها على خلق واستثمار رأس المال الاجتماعي.
وهناك أمثلةً لشركاتٍ مجتمعيّةٍ سعوديّة تساهم بشكلٍ كبيرٍ في تحسين جودة حياة المجتمع وفئة الشباب بشكلٍ خاص، فيمكننا القول بإيجاز أنَّ ريادة الأعمال الاجتماعيّة تنطلق من عقول أولئك الروّاد الذين يأتون بأفكارٍ جديدة لحلِّ مشكلاتٍ كبرى متأصّلة في مجتمعاتهم، فلا يهدأ لهم بال حتى يصلون لأهدافهم، ويساهمون من خلالها في تنمية المجتمع ونهضته. ونحن نطمح في المستقبّل القريب إلى المزيد من هذه الأفكار الرياديّة المجتمعيّة في مختلف القطاعات والمجالات، لنساهم في تطور المجتمع ورفاهيّته بحلول عام 2030.