أكان حلمًا أم حقيقة؟

 

تبوك – رحمه الشهري

تصوير -فاطمة البلوي

ما زلت أبحث في مخيلتي عن أحداث تلك الرحلة التي كنت أتمناها منذ زمن بعيد، رحلة الألف ميل اختصرها الأستاذ/ سلطان العطوي رئيس بوابة الصحراء في ساعات معدودة، أنارت لنا طريقنا في صحراء تبوك الجميلة.

فقد بدأنا جولتنا بمتحف حسمى حيث استقبلنا مالكه الأستاذ /عودة العطوي بكل حفاوة وتكريم، وتعرفنا من خلاله على تراث بلادنا الحبيبة وكذلك التراث العريق الآخر.

ثم أكملنا جولتنا مع الأستاذ سلطان واستمر في حديثه الشيق عن ذكر تاريخ الأماكن التي نمر بها،مما زادنا شوقًا لمعرفة المزيد.

فذكر أن شعراء الغزل تغزلوا في صحراءحسمى وسموها “ملهمة الشعراء” لجمالها وعجائب صفاتها، وما زلت أستمع لحديثه وكأني أتصفح موسوعة تاريخية مثيرة للتعجب.

ما بين صفحة وأخرى أحداث وتجارب تتجاذب مع قلمي وأفكاري أطراف الحديث.

وما زال يتحدث عن الصحراء بحب العاشق العربيٍ الأصيل، مماأثار فضولي وحبي للصحراء، وكان حديثه ومعلوماته تصل إلى أعماق قلب السامع.

ولحظة وصولنا إلى محمية نيوم، ذلك الحلم الذي طال انتظاره، بدأ الأستاذ سلطان حديثه قائلًا: “كن صديقًا للبيئة”، فأبدع في وصفه الذي أدهشني، مما يبرز حبه للحياة الفطرية وما تحويه من أحداث وعجائب تظهر قدرة الخالق العظيم.

فلم يكن حديثه عن الجبال والهضاب حديثًا عابرًا، بل كان ذا شجن يطرب له السامع.

ثم تجولنا معه في “سكرت جاردن” وهي الحديقة السرية التي كانت تسمى في البادية (جب)، ومسماها العام “هضاب بجدة”.

فرأينا المضيق بين الجبال واستمتعنا بتعانق الصخور والهضاب التي بدأت كالوحة فنية مبهرة للناظرين.

ولم يكتفِ الأستاذ/سلطان بذلك، بل بدأ بالحديث عن رؤية ولي العهد حفظه الله 2030، التي كان من ضمن أهدافها الاهتمام بالحياة الفطرية، واستمر في حديثه قائلًا: “لتنفيذ الرؤية، لابد من أن نكون أصدقاء للبيئة، وسوف تشاهدون كيف نكون أصدقاء لها.”

وأثناء دخولنا للمحمية، لاحظنا تلك الألفة التي بين الإنسان والغزال العربي، وشاهدنا كيف أن مجموعة من الغزلان تتجول حولنا دونما خوف أو رهبة من البشر. فلم تعد تفر هاربة كما كانت في السابق خوفًا من صيدها، وإنما شعرت بالأمن الذي حقق لها السكون والطمأنينةوالعيش في محميتها بسلام.

ولم ينتهِ بنا المطاف هنا، بل تطرق الأستاذ /سلطان إلى الجيولوجيا والتضاريس والهضاب التي تشكلت على مر العصور، مؤيدًا ذلك بقصص الأنبياء ومنها قصة شعيب وقصة موسى عليهما السلام.

وكذلك تحدث عن النقوش الثمودية وعن أسبابها. ثم تسلمت الأستاذة هنا العطوي زمام الحديث مفصحة عن أهمية السياحة والتراث التاريخي في منطقتنا الساحرة.

وأضافت المهندسة سميرة العطوي، إحدى مهندسات النجاح في تبوك، رأيها في السياحة داخل المنطقة قائلة: “كنا نتطلع لمثل هذه الجولات لما لها من أثر إيجابي على الجميع، وهانحن نحقق ذلك من خلال بوابة الصحراء.”

وفي ختام جولتنا، اتجهنا إلى المخيم، وكان في استقبالنا الأستاذ/ أحمد العطوي الذي أدهشنا بكرمه وحفاوة استقباله، وهذا ليس بغريب على شخص مثله يمتلك صفات الأصالة والعروبة.

ومع غروب شمس يومنا الجميل، انتهت جولتنا لتعلن لنا ولجميع سكان تبوك وغيرها بأن بوابة الصحراء هي طريقك لسياحة أفضل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى