المتسلق.. صعود مؤقت وسقوط حتمي
بقلم لمياء المرشد
في كل بيئة عمل أو مجتمع، نجد دائمًا ذلك الشخص الذي يسعى للوصول إلى القمة بأي وسيلة كانت، ليس بجهده وكفاءته، بل عبر التسلق على أكتاف الآخرين. إنه المتسلق، الذي يرى في النجاح مجرد محطة يمكن الوصول إليها عبر العلاقات، المجاملات، أو حتى التلاعب والخداع. لكنه ينسى أن الصعود السريع بلا أساس متين لا يدوم، وأن السقوط في النهاية محتوم.
صفات المتسلق
المتسلق شخص بارع في بناء علاقات سطحية، يجيد التملق، ويحرص على أن يكون في دوائر النفوذ. لا يتورع عن نسب إنجازات غيره لنفسه، ويتقن فن “الظهور” أكثر من “العمل”. تجده يبحث عن الفرص لا لصنعها، بل لاقتناصها من أيدي المجتهدين الحقيقيين.
لماذا لا يدوم المتسلق؟
• لأنه بلا أساس: النجاح الحقيقي يحتاج إلى مهارات حقيقية، بينما المتسلق يعتمد على الفرص المؤقتة.
• لأن الأقنعة تسقط: مع مرور الوقت، يكتشف الجميع حقيقته، فلا يبقى له مكان بين الناجحين.
• لأن البقاء للأصلح: في أي بيئة صحية، لا مكان لمن لا يملك الكفاءة الحقيقية.
النهاية الحتمية
قد ينجح المتسلق لفترة، وقد يصل إلى مناصب لم يكن ليحلم بها، لكنه عاجلًا أم آجلًا يواجه الواقع. فحين يحتاج إلى إثبات قدراته، يجد نفسه عاجزًا، ويبدأ سقوطه التدريجي. وكما قيل: “ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع.”
البديل الحقيقي: النجاح المستحق
في المقابل، يبقى الناجح الحقيقي ثابتًا، يبني بخطوات واثقة، يطور نفسه، ويحقق الإنجازات بجهده. هؤلاء هم من يصنعون الفرق، ويتركون بصمة لا تُنسى.
لذلك، قد يعلو المتسلق مؤقتًا، لكنه حتمًا سيذهب، ويبقى أصحاب الجهد والعمل الحقيقي هم من يستمرون ويصنعون التاريخ.