سِرُّها في اختلافها
رحمه الشهري -تبوك
هل نظرت يومًا إلى الجبال نظرة متأمل ، باحثا عن أسرارها؟ .
هل فكرت في عظم علوها وضخامة أحجمها واختلاف أشكالها وما تحتوي عليه من ثقوب ونتوءات مر عليها ألاف العصور.
هل فكرت ولو لبرهة في شكل الأرض ومدى ثباتها لو أزال الله الجبال والهضاب وأصبحت الأرض قاعًا صفصفا.
لو فكرت وتأملت لازددت يقينًا بقدرة الله في خلقه ولزادك ذلك محبة لخالقك الذي أبدع في خلقه فتبارك الله أحسن الخالقين .
عندما قمت برحلة داخل صحراء تبوك رأيت الكثير من الجبال المختلفة منها جدد سود وبيض وحمر وغرابيب سود وما يكون على هيئة مخلوق من مخلوقات الله مثل الإنسان والضبع والفيل وكذلك هيئة سفينة وجره.
ومنها ماكان مطمورًا في قاع البحر ومنها الجبال البركانية التي تنصب كما تنصب الخيام ، فجعلتني أقف حائرة عاجزة عن التعبير أمام عظمة الخالق جل في علاه فتذكرت قوله تعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ (17) وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ (18) وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ (19) فهذه الجبال العظيمة دليل على عظم الخالق سبحانه وتعالى ،ولقد تعددت الآيات والعبر والمنافع التي يقف أمامها العلم عاجزًا رغم تطوره الباهر .