البنات حلال قوم

ثامر الوثيري – حفرالباطن
البنات حلال قوم.. كلمات كان لهن وقع في مسمعي قبل أن يصلن إلى عقلي ، زارنا أحد المراجعين بالمعهد وطلب مني ألغاء تسجيل ابنتين له في إحدى الدبلومات المطلوبة في سوق العمل فقلت له هذه الدبلومات مطلوبة في سوق العمل بشكل كبير ولهن مستقبل والشهادة سلاح يستفاد منه في إيجاد وظيفة.
فقال البنات رافضات الدراسة ما لهن خلق للدراسة فقلت الاستثمار الحقيقي في تعليم الأبناء فقال وش يفدن بعد ما يتخرجن (البنات حلال قوم )
فقلت كيف حلال قوم فقال إذا تزوجن يذهبن لأزواجهن وهم اللي يستفدون من تعليمهن والبنت حدها الزواج .
فهذا الكلمات استوقفتني كثيراً ودار في تفكيري هل عادت الجاهلية ولكن بنمط وطريقة مختلفه هل ود البنات عاد ولكن بشكل مختلف ولكن من يرى المشهد الواقعي التي تعيشه المرأة في مجتمعنا يدرك تماماً ما توليه حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان (حفظهم الله ) من تمكينها في جميع المجالات وأصبحت عنصراً فعالاً ومنتجاً لبناء عجلة التقدم والازدهار في المجتمع ، ومن قصص نجاح النساء كثيره جداً سواء في عصر صدر الإسلام أو العصر الحديث.
أعظم موقف في الإسلام
موقف : أمنا خديجة بنت خويلد رضى الله عنها عندما نزل الوحي على النبي صلى الله وعليه فعاد إليها من غار حراء الذي كان يتعبد فيه وهو يرتجف من شدة ما رأى فقامت بتثبت قلبه وقالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الدهر .
فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل ابن عمها، وقصّ عليه النبي صلى الله وسلم ما نزل من الوحي وظهور جبريل عليه السلام.
فقال يا ابن أخي انه الناموس الأكبر الذي نزل على موسى عليه السلام وإنك لبني هذة الأمة.
وهي أول من آمنت وصدقت بنبوة النبي صلى الله وعليه وسلم وآزرته وأعانته في تبليغ الدعوة، ومواجهة المشركين
وموقفها البطولي الآخر في صبرها على الأذي والحصار الذي فرضه المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب ثلاث سنوات حتى فك الحصار ومالبثت أن مرضت وماتت فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً على وفاتها رضى الله عنها
موقف أسماء بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهما أول فدائية في الإسلام وذلك لموقفها الذي وقفته يوم هجرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وسيدنا أبي بكر، حيث أخفت عن قريش أمرهما، ولقيت في سبيل ذلك الأذى فقد جاءها أبو جهل وسألها عن أبيها بعد هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تخبره، فلطمها على وجهها بقوة لدرجة أن قرطها سقط من أذنها
دورها في الهجرة النبوية أنها أعدَّت الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم ولوالدها رفيقه في طريق الهجرة أثناء هجرتهما وقبل خروجهما من مكة، فلم تجد حينها ما تشدُّ الطعام به، فعمدت إلى نطاقها -خمارها- فشقّته نصفَين، فشدّت السّفرة بنصفه وتطوّقت بالنصف الآخر قال لها النبي صلى الله عليه وسلم أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فسُميت بذات النطاقين
موقف خولة بنت الأزور ذهبت مع أخيها ضرار عندما ذهب إلى الشام فاتحاً في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله في معركة أجنادين وعندما أسر الروم أخيها دخلت بزي فارساً ملثماً ، وهي أشجع أمرأة في تاريخ الإسلام التي ضربت أروع الأمثال عندما دخلت معسكر الروم وهي ملثمة خلصت أخيها ضرار من الأسر من الأعداء ، وقد ضحت بنفسها في سبيل تخليص أخيها من الأسر ودخلت معسكر الأعداء بكل شجاعة وبساله وكأنها أسد ضرغام ، وعندما رأى المسلمين بسالتها وشجاعتها وهي تجندل الأعداء واحداً تلو الآخر وتعود لمعسكر المسلمين وسيفها يقطر دماً وهي متلثمه ومرتديه لباس الحرب وكأنها رجل وأعجب المسلمون بقتالها وشجاعتها فقال لها خالد بن الوليد رضى الله عنه من أنت اكشف عن لثامك فلم ترد عليه فقال لها المسلمون رد على أميرك أيها المقتال وابتعدت عن معسكر المسلمين ولحق بها خالد بن الوليد فقال من انت فقالت أيها الأمير إني لم أعرض عنك إلا حياء منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، وإنما حملني على ذلك أنني محرقة الكبد زائدة الكمد، أنا خولة بنت الأزور، أتاني خبر أسر أخي فركبت وفعلت ما فعلت « وهناك صاح خالد بن الوليد في جنده فحملوا على الروم، وحملت معهم وبقيت في جهادها حتى استنقذت أخاها من الروم.
كذلك الصحابيات كان لهن دور بارز في معارك المسلمين بتضمد الجرحى.
وفي عصرنا الحاضر نجد نماذج مشرفة استطعن رفع أسماء آبائهن عالياً بتقدمهن العلمي وكثير منهن رفعن آبائهن عن يد المساعدة من الناس بوظائفهن فالمرأة نصف المجتمع وهي المربية والملهمة للأبناء في طفولتهم والمشجعة والمحفزه لهم في شبابهم يقول الشاعر حافظ إبراهيم :”الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق…
دمتم بود