هـل نجح الإعلام أو الدراما في إظهار التوحد بطريقة لائقة ؟؟

بقلم/ زينب أحمد جاسم
أم لطفل توحدي ـ مملكة البحرين
على الرغم من أن الإعلام البحريني بشكل خاص والخليجي بشكل عام عرض تجارب ناجحة لأشخاص من ذوي إضراب طيف التوحد ، ترفع القبعة لمن شارك في صنعها وتذهلك في أداءها وتطورها ، إلا أنه أيضا أظهر بعض السلوكيات الخاطئة لدى البعض، والتي لا تمثل التوحديين واتخذها أيقونة ، كالرفرفة والعنف والتخريب والتكسير، حتى أصبح المجتمع يتوقع أن كل التوحديين كهذه الصور وما هو خلاف ذلك فهو ليس بتوحد .
التجارب الفردية ليست مسار ثابت يعمم على جميع التوحديين، وإلا ما هو دور مراكز التربية الخاصة في التدريب والتأهيل ، وماذا عن دور الأهالي في التربية وتعليم الخصال الحميدة ؟
فلا يمكن الأخذ بقاعدة اتركه يفعل ما يشاء، فلا يوجد شخص لا يمكن تدريبه، فحتى الطيور يمكن تدريبها وحتى الحيوانات ترويضها، فما بالكم بالإنسان ، فحتى التوحدي ممن يملك ذكاء منخفضا يمكن إيجاد طرقا لتدريبه .
من جانب آخر إذا أردنا التحدث عن الدراما، فقد بدأت الدراما الخليجية تجارب خجولة بإدخال شخصيات من ذوي اضطراب طيف التوحد في بعض مسلسلاتها ، ورغم الإنتاج الضخم على مدار العام ، ولكنها كانت لا تمثل فارقا يشهد له ، ولم يتمكن الكتاب من صياغة شخصية توحدية حقيقية بكل ما تمر به من صعوبات ومشاكل وحتى أسرية ومجتمعية عميقة محاولة رسم صورة أفضل واحترام أكبر لهذه الفئة .
من جانب آخر في الدراما المصرية لفت انتباهي شخصية نديم المحامي العبقري الذي جسد التوحدي بشكل رائع ، أما هذا العام فربما نجحت في تجسيد بعض السلوكيات ، ولكنها أظهرت التوحدي بصورة شخص قليل أدب ذو لسان سليط ، فالتوحدي الناطق لا يمكن أن يكون بلسان بذيء يشتم من حوله لمجرد الضحك.
نحن بحاجة لنظرة أعمق لمفهوم التوحد ، فالتوحد هو حياة وليست كلمة من أربعة أحرف ومن أراد أن يتحدث عنه فليتحدث بطريقة صحيحة أو ينسحب .