رد على مقال الوقت يسرقنا للكاتب عبدالعزيز عطيه العنزي

بقلم:وداد المنيّع
تحية للأستاذ/ عبدالعزيز عطية العنزي على طرحه الهام في صحيفة الوطن نيوز بعنوان “الوقت يسرقنا”، وأشكر له إثارته لهذه القضية التي تمس صميم حياتنا الأسرية.
إن تعقيبك أستاذي الكريم يلامس جرحًا عميقًا في مجتمعاتنا، وهو تفكك الأسر وارتفاع نسب الطلاق والخلع، وتحديدًا تأثير ذلك على الأطفال والزوجات والأزواج على حد سواء.
معك حق تمامًا، فالوقت لم يسرق فقط لحظات عابرة، بل سرق الإهتمام والالتفات الضروريين لاستدامة العلاقة الزوجية، وهذا الفقدان هو بالفعل مدمر، ويؤدي إلى انهيار “المعبد” الأسري بأكمله.
صخب الحياة ومشاغلها، مهما بلغت، لا يمكن أن تغني عن تلك اللمسة الحانية، الهمسة الصادقة، النظرة المعبرة، والسلوكيات العذبة التي تمد جسر المودة والعمر بين الزوجين.
إن العلاقة الزوجية علاقة سامية ونبيلة، وخسارة فادحة أن تهدم بسبب الإهمال وتراكم الفتور.
أتفق معك تمامًا في أن مقال الأستاذ العنزي يحمل منهجًا قيمًا يستحق الدراسة، وأجندة عمل للجهات الأسرية والإرشادية والتوعوية، بل وحتى للمحاكم.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الإسهاب في قضايا الخلع والطلاق في وقتنا الحاضر؟
لقد أشرت إلى نقاط جوهرية:
* عدم ثقافة الطرفين: نقص الوعي بالحقوق والواجبات الزوجية، وكيفية التعامل مع الخلافات وحلها بشكل بناء.
* السوشل ميديا: وتأثيرها السلبي في بعض الأحيان على المقارنات غير الواقعية، وتسهيل العلاقات البديلة، وإشغال الوقت عن التواصل الحقيقي.
* فتور أحد الطرفين (أو كليهما): وهو نتيجة طبيعية للإهمال وتراكم المشاعر السلبية وعدم تجديد العلاقة.
وهنا تتكاثر علامات الاستفهام المؤلمة والمخجلة والمخزية، كما تفضلت: أين فرق الإنقاذ لما يمكن إنقاذه؟ أين الملاذ لمن يفتقد الاهتمام والالتفات لتلك النبتة الزوجية التي لم تسقَ بالرعاية؟
إن وجود زوجات (وربما أزواج أيضًا) يعيشون فقرًا عاطفيًا ويستمرون في العلاقة لضروريات أخرى، لهو أمر يستدعي وقفة جادة.
والأسباب هنا متعددة ومعقدة، ويصعب حصرها.
للحد من هذه الظاهرة المقلقة، لا بد من دراسة هذا الموضوع بجدية وعمق من قبل جميع الجهات المعنية. يجب أن يكون الهدف هو الحفاظ على هوية بناء الأسر على أسس متينة من المودة والحب والود والاحتواء، وكيفية استمرار هذه الأسس وعدم السماح للفتور بأن يتسلل ويقود إلى الهروب نحو دهاليز مظلمة.
صدقت أستاذي الكريم، قبل أن يسرقنا الوقت بالكامل، يجب على الجميع أن يلتفتوا إلى أهمية سقي هذه “النبتة” الزوجية بالماء العذب من الاهتمام والرعاية، وأن ندع أشعة الشمس الدافئة من الحب والتقدير تضيء قلوبنا، لنبقى ونستمر.