حين تهمس الطائف للعالم… بعطر الورد

بقلم / ردة الحارثي
في الطائف، لا يمر النسيم عابرًا. إنه يحمل معه حكايات الورد، وذاكرة الجبال، ونوايا الأرض الطيبة. وهناك، حيث تفوح العطور من بين بتلات الورد الطائفي، شهدنا ولادة حدث غير عادي: الملتقى العالمي الأول للورد والنباتات العطرية.
لم يكن الملتقى مجرد فعالية زراعية أو معرض تقليدي. كان لحظة إعلان، بل رسالة سعودية تقول: لدينا ما هو أرقى من النفط… لدينا عطر الهوية.
من بين الحضور، علماء، مستثمرون، مزارعون، وعشاق عطور. ولكن، ما جمعهم لم يكن فقط الورد، بل ذلك الإيمان العميق بأنّ للعطر اقتصاد، وللأرض مستقبل، وللتراث قيمة تُترجم إلى فرص حقيقية.
الورد الطائفي ليس وردًا فحسب. إنه توقيع سعودي على زجاجات العطر العالمية. قطرة منه قد تكون في قارورة عطر باريسية فاخرة، أو في حقيبة أميرة شرقية. ولكنه قبل كل شيء، هو ذاكرة الطائف… المدينة التي تعلّمت أن تهمس للعالم بعبقها.
ولأن الملتقى جاء في لحظة تعيش فيها المملكة تحوّلات تنموية عميقة، بدا الحدث أكثر من مناسب؛ إنه يضع الورد في قلب “رؤية 2030″، ويحوّله من منتج موسمي إلى رافعة اقتصادية وسياحية وثقافية.
في إحدى الجلسات، قال خبير أوروبي: “لم أرَ وردًا بهذا التركيز من العطر في حياتي”… ابتسم أحد المزارعين المحليين وقال: “هذا لأنكم لم تزرعوه بحب.”
تلك العبارة اختصرت كل شيء.
في الطائف، الورد يُزرع كما تُكتب القصائد… ببساطة، وإيمان، وانتظار جميل.
وغدًا، حين يكتب العالم عن العطور النادرة، لن يتجاهل تلك الزهرة التي نمت على سفوح الهدا والشفا، وشقّت طريقها نحو العالمية من مدينة اسمها… الطائف.