تأملات إيمان : “أنا ذات القلب الأنيق”

بقلم . ايمان المغربي
أنا إنسانة بسيطة، أحب نفسي، وأحب الآخرين من منطلق هذا الحب الذاتي. أؤمن أن حب الناس يبدأ أولًا من حب الإنسان لذاته، وكل ما أقدّمه للآخرين هو انعكاس لما أقدّره في داخلي.
أعيش وفق قناعة راسخة: “رضا الناس غاية لا تُدرك، ورضا الله غاية لا تُترك؛ فاترك ما لا يُدرك، وأدرك ما لا يُترك.”، وهي مقولة تلخّص فلسفتي في الحياة، توجهني كلما التبست عليّ الأمور.
أحترم نفسي كثيرًا، وأحترم الآخرين، لأن احترامي لهم نابع من احترامي العميق لذاتي. في فهرس كتاب حياتي أضع مقولة واحدة تُلخّص مبدأي:
“هناك شخص تحترمه لأنه محترم، وهناك شخص تحترمه لأنك محترم.”
تعاملي مع الناس مبني على الأخلاق، طريقتي الخاصة، وأسلوبي الذي لا أتنازل عنه. ومع ذلك، فأنا لا أتعامل مع الناس لأجلهم فقط، بل لأنني أعلم أن كل ما أفعل، هو في الأصل تعامل مع الله، عزّ وجلّ.
لا أزرع الخلافات، ولا أبحث عن النزاعات، وإن وُجدت، فهي لا تكون من جانبي. أبذل جهدي لإذابة الجليد بشتى الطرق، فإن فشلت، أنسحب بهدوء ومحايدة، وأعتبر ذلك في صالحي، لأني أؤمن أنني في كل موقف، حتى لو كان مؤلمًا، هناك درس مستتر أستحق أن أتعلمه.
أعتبر نفسي بطلة في إدارة الغضب، وأجيد فن الصمت أكثر من فن الرد. لا أدخل في مهاترات، أستمع لما يُقال، ثم أدير ظهري، وأمضي. أحيانًا يكون الرد الصامت أقوى من ألف كلمة، عندما لا أفعل ما يُطلب مني، أو لا أتفاعل مع ما يُقال، يتساءلون: لماذا لا أسمع الكلام؟ ، فقط أبتسم ببساطة، لأنني أمتلك قلبًا طيبًا، وعقلًا واعيًا.
طلباتي بسيطة، لكن قراراتي صارمة. أستمع جيدًا لصوت قلبي، وطموحي بلا سقف. لا أرفع سقف توقّعاتي مع أحد، وأعرف جيدًا حدودي وحدود الآخرين. أعمل ما في رأسي، ولكن بعد دراسة دقيقة للتوقعات والاحتمالات.
تعلمت من أمي أن لا أخاف، أن أحب المغامرة، ولكن أن أغلّفها بالحذر والحرص. أملك ثقافة العطاء بلا حدود، وأسعى لأن أكون من المحسنين، وأجعل رضا الله هو هدفي الأسمى.
لا تهمّني الأقاويل التي تُقال من خلفي، فالعبرة فيمن يقف أمامي، صامتًا، هيبةً واحترامًا، وكأن على رؤوسهم الطير.
أما آراؤهم، فهي مجرد محاولات لاختباري. في النهاية، تبقى آراؤهم مجرد رأي… ويبقى القرار لي وحدي.