السعودية تقود المستقبل 

 

الكاتبة أ.جوهرة سالم المسعدي

لقد حققت المملكة المركز الأول في مجال تمكين المرأة بما قدمته #سدايا من مبادرات عدة، منها برنامج Elevate الذي هدف إلى تمكين أكثر من 25000 امرأة في مجالات التقنية و #الذكاء_الاصطناعيّ من 28 دولة في العالم

ويبرز هنا بشكل خاص الاهتمام بتمكين المرأة السعودية في شتى المجالات. ولم يعد هذا التمكين مقتصرًا على القطاعات التقليدية، بل امتد ليطال أحدث وأكثر المجالات حيوية وتأثيرًا في عصرنا الحالي، وهو مجال الذكاء الاصطناعي. فمن خلال رؤية طموحة واستراتيجيات مدروسة، تتبوأ المملكة مكانة متقدمة في دعم المرأة السعودية وتمكينها من تحقيق إنجازات نوعية في هذا القطاع المستقبلي الواعد.

إن إدراك القيادة السعودية لأهمية الذكاء الاصطناعي كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي والتطور المجتمعي، جنبًا إلى جنب مع الإيمان الراسخ بقدرات المرأة السعودية، قد أثمر عن مبادرات وبرامج طموحة تهدف إلى دمج المرأة وتمكينها في هذا المجال. تتجلى هذه الجهود في عدة جوانب رئيسية:

أولًا: الاستثمار في التعليم والتدريب: تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بتطوير المناهج التعليمية وتقديم البرامج التدريبية المتخصصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ، والتي تعتبر اللبنة الأساسية للانخراط في مجال الذكاء الاصطناعي. كما يتم تشجيع الفتيات السعوديات على الالتحاق بهذه التخصصات وتقديم الدعم اللازم لهن للتفوق الأكاديمي. بالإضافة إلى ذلك، تُقام العديد من الورش والدورات التدريبية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، تستهدف بشكل خاص النساء الراغبات في تطوير مهاراتهن في هذا المجال.

ثانيًا: إطلاق المبادرات والمشاريع الداعمة: تتعدد المبادرات الحكومية وغير الحكومية التي تهدف إلى دعم وتمكين المرأة في قطاع التقنية والذكاء الاصطناعي. تشمل هذه المبادرات توفير حاضنات ومسرعات للأعمال الناشئة التي تقودها نساء في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقديم الدعم المالي والاستشاري لهن لتحويل أفكارهن إلى مشاريع واقعية. كما يتم تنظيم فعاليات ومؤتمرات تهدف إلى تسليط الضوء على إنجازات المرأة السعودية في هذا المجال وتوفير منصات للتواصل وتبادل الخبرات.

ثالثًا: تعزيز البيئة التشريعية والتنظيمية: تعمل المملكة على تهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية محفزة لنمو قطاع الذكاء الاصطناعي، مع الأخذ في الاعتبار أهمية تحقيق التوازن بين الجنسين وتوفير فرص متكافئة للجميع. كما يتم العمل على إزالة أي عوائق قد تحول دون مشاركة المرأة الكاملة والفعالة في هذا القطاع.

رابعًا: الاحتفاء بالإنجازات والقدوات: تولي المملكة اهتمامًا خاصًا بتسليط الضوء على النماذج النسائية السعودية الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي. فمن خلال تكريم هؤلاء الرائدات وإبراز إنجازاتهن، يتم إلهام وتشجيع المزيد من الفتيات السعوديات على اقتحام هذا المجال والمساهمة في نموه وتطوره.

إن هذه الجهود المتكاملة بدأت بالفعل تؤتي ثمارها، حيث نشهد تزايدًا ملحوظًا في عدد النساء السعوديات اللاتي يلتحقن بالتخصصات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي ويحققن نجاحات ملموسة في هذا المجال. كما بدأت تظهر العديد من الشركات الناشئة التي تقودها نساء سعوديات وتعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم حلول مبتكرة لمختلف التحديات.

ختامًا، يمكن القول بثقة أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الريادة في تمكين المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي. فمن خلال الاستثمار في تعليمها وتدريبها، ودعم مبادراتها، وتهيئة البيئة المناسبة لها، تحتل المرأة السعودية مكانة متزايدة الأهمية في بناء مستقبل المملكة الرقمي والاقتصادي القائم على الابتكار والمعرفة. ولا شك أن استمرار هذه الجهود سيعزز من تنافسية المملكة على الصعيد العالمي ويساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة.

متابعات / لمياء المرشد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى