لماذا يستخف الناس بما لا يفهمونه؟

بقلم فاطمة محمد مبارك -أبها
لا تحكم على كتاب من غلافه
غالباما يكون أول رد فعل لنا هو الحكم على الأشياء التي لا نفهمها. ولكن من المهم أن نتذكر أن هناك دائما أكثر مما تراه العين. خذ وقتك لفهم الأشياء قبل أن تحكم عليها.

البشر غالبا ميالون إلى الاستهانة وإِسْتِصْغار مالا يفهمونه أو ما يتعارض مع معتقداتهم الحالية؛ فالأغلبية… بدلا من أن يفهم ما هو أكبر من وعيه، يُفضل أن يتجاهله ويستخف به إذا وضع في نقاش… والبعض واثق بسلامة تفكيره وصحة منطقه فهو إذا اعتنق رأيا يغضب كل الغضب حين يرى أحدا يخالفه في هذا الرأي الذي هو في زعمه أصوب الآراء بلا جدال.

وهذا يمكن أن يكون نتيجة للخوف من المجهول، أو عدم القدرة على استيعاب مفاهيم معقدة، أو الرغبة في الحفاظ على الأفكار والمعتقدات الحالية دون أن يتعين عليهم تغييرها. مما يؤدي إلى تقييد النمو الشخصي والتعلم. فالاستعداد لاستكشاف وفهم المفاهيم الجديدة يمنحنا الفرصة لتوسيع آفاقنا وتطوير فهمنا للعالم من حولنا.

وهنا نسلط الضوء على بعض النقاط التي تعكس العديد من العوامل النفسية والثقافية والاجتماعية التي تؤثر في تفاعلنا مع المعرفة والمفاهيم الجديدة.

1. الخوف وعدم الأمان: قد ينشأ الخوف وعدم الأمان عندما يواجه البشر أفكارا ومفاهيما جديدة تتعارض مع معتقداتهم الحالية. قد يكونون مترددين في استكشاف هذه المفاهيم ويميلون إلى اعتبارها صعبة أو مربكة.

2. الرغبة في المحافظة على الثبات: يعتبر البشر كائنات متمسكة بالثبات والاستقرار. لذا، قد يميلون إلى تجنب التحديات والأفكار الجديدة التي تتطلب جهدا وتغييرا منهم. يمكن أن يكونوا مرتاحين في منطقة الراحة الحالية ويفضلون تجنب المجهول.

3. الانتماء الاجتماعي والثقافي: يمكن أن يؤثر الانتماء الاجتماعي والثقافي على نظرتنا للمفاهيم الجديدة. قد يكون هناك تشدد في المعتقدات والقيم المجتمعية التي تجعل من الصعب قبول وفهم الأفكار التي تتعارض مع تلك القيم.

4. الوهم العلمي: قد يؤدي التطور السريع في المعرفة والتكنولوجيا إلى شعور البشر بأنهم لا يستطيعون مواكبة كل شيء وفهمه بشكل كامل. قد يعتقدون أن العلماء والمتخصصين هم الوحيدون القادرون على فهم المفاهيم المعقدة، وبالتالي يميلون إلى الاستخفاف بها.

5. العوامل الشخصية: تختلف قدرة الأفراد على التعامل مع المفاهيم الغير مفهومة من شخص لآخر. قد يكون لديهم انفتاح أكبر على التحدي والتعلم، بينما يمكن أن يكون لدى آخرين صعوبة في قبول الأفكار الجديدة وفهمها.

ولعل من المفيد أن نتذكر أن من الطبيعي مواجهة صعوبات في البداية. ولكن من خلال الصبر والتواضع والاستعانة بالمصادر المناسبة، يمكننا تحسين قدرتنا على فهم ما كان يبدو غامضا أو صعبا في البداية.

ولتوضيح ذلك إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل بشكل أفضل مع ما لا تفهمه:

1. اعترف بعدم المعرفة: قبل كل شيء، قم بالاعتراف بأنك لا تفهم الموضوع بشكل كامل. قد يكون هذا الاعتراف صعبا لبعض الأشخاص، ولكنه خطوة هامة للتعامل بشكل بناء مع المعرفة المفقودة.

2. اطرح الأسئلة: قم بطرح الأسئلة للحصول على معلومات إضافية وتوضيحات حول الموضوع. قد يكون لديك أصدقاء أو زملاء عمل أو حتى مصادر على الإنترنت يمكنك الاستفادة منها لتوسيع فهمك.

3. ابحث واستكشف: خصص وقتا للبحث عن المعلومات والمصادر الموثوقة المتعلقة بالموضوع الذي لا تفهمه. قد تجد مقالات، كتب، دروس فيديو أو منتديات تتناول الموضوع بتفصيل أكبر وتوضحه بشكل أفضل.

4. استخدم التفكير النقدي: قم بتحليل المعلومات التي تجمعت بها وقدم تقييم نقدي لها. حاول فصل الحقائق عن الآراء والافتراضات، وكن حذرا من الانحيازات الشخصية والمعرفية التي قد تؤثر على فهمك.

5. كن متواضعا: قد يكون هناك حدود لمدى معرفتنا وفهمنا، وهذا أمر طبيعي. كن متواضعا واعترف بأنه من الممكن أن تكون هناك جوانب للموضوع لم تفهمها بعد. استمر في التعلم والنمو والبحث عن الفهم الأعمق.

6. التعاون مع الآخرين: قد يكون التعاون مع الآخرين ذوي الخبرة في المجال مفيدا. قم بمناقشة الموضوع معهم واستفد من خبراتهم ورؤاهم. قد يتيح لك ذلك رؤية الموضوع من زوايا مختلفة وتوجيهك نحو المصادر المفيدة.

في النهاية، يجب أن تتذكر أن التعلم وفهم المواضيع الجديدة قد يستغرق وقتا وجهدا. كن صبورا مع نفسك ولا تتردد في طرح الأسئلة والبحث الدائم عن المعرفة.

شارك قصتك في التعليقات، وساعد الآخرين على التعلم من تجربتك! 👇

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button