أ.وداد مبارك المنيّع: قصة إعلامية ملهمة تمتد لأكثر من 40 عامًا
قصة وداد المنيّع هي شهادة حية على أن الإصرار والموهبة والإيمان بالرسالة الإعلامية الصادقة، قادرة على تجاوز كل التحديات

عبدالعزيز عطيه العنزي
وداد مبارك المنيّع ليست مجرد اسم عابر في سماء الإعلام، بل هي قامة إعلامية شامخة تجسد مسيرة حافلة بالعطاء والتألق لأكثر من أربعين عامًا. بدأت رحلتها مبكرًا، وتحديدًا في عمر الرابعة عشرة، حينما نُشر لها مقال في كتاب “المرأة المعاصرة” الذي لا يزال يشكل مرجعًا حتى اليوم، ليكون هذا المقال بمثابة الشرارة الأولى لمسيرة إعلامية استثنائية.
رائدة في مجالها
لم تتوقف الأستاذة وداد عند هذه البداية المبكرة، بل انطلقت لتكون أول مراسلة للصحف السعودية خارج الوطن، وهي خطوة جريئة ومؤثرة في ذلك الوقت. تميزت مقالاتها وحواراتها التي نُشرت في أغلب الصحف الورقية بعمق الطرح وجرأة التناول، مما جعلها من الأسماء الرائدة في المشهد الإعلامي عندما كان “الورق يتصدر”.
فنانة وإعلامية ومبادرة
لم تقتصر موهبة وداد المنيّع على الجانب الإعلامي فحسب، بل امتدت لتشمل الفن التشكيلي، حيث جسدت إبداعها في لوحات فنية تراثية فريدة، وكان لها مشاركات فنية مميزة في العديد من المحافل الداخلية والخارجية. لم تكن مجرد فنانة تعرض أعمالها، بل كانت صاحبة مبادرة، فهي من بدأ في المنطقة الشرقية فكرة إقامة معارض للحرف اليدوية قبل أكثر من ثماني سنوات، وهو ما يعكس رؤيتها السبّاقة في دعم وتمكين الحرفيين والفنانين.
مواكبة التحول الرقمي
مع بزوغ فجر الإعلام الرقمي، لم تتردد الأستاذة وداد في مواكبة هذا التحول، فانتقلت بسلاسة من عالم الصحافة الورقية إلى الفضاء الرقمي، لتواصل مسيرتها الإعلامية بخبرة وحنكة. هي عضو فاعل في عدة جهات إعلامية مرموقة، ومن ضمنها عضوية هيئة الصحفيين السعوديين، ومستشار في مجموعة الغد الإعلامية، مما يؤكد مكانتها وتأثيرها المستمر في المشهد الإعلامي السعودي.
إن مسيرة الأستاذة وداد مبارك المنيّع هي قصة نجاح ملهمة، تجسد الالتزام، الإبداع، والمواكبة. إنها بحق رمز إعلامي وحرفية ممارسة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الإعلام السعودي.