حيّهم.. شقراء تحتفي بفلفلها الخامس

لمياء المرشد. الشقراء
تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، تنطلق فعاليات مهرجان فلفل شقراء الخامس في قاعة البلدية للاحتفالات والمؤتمرات بمحافظة شقراء، خلال الفترة من 7 إلى 17 محرم 1447هـ، الموافق 1 إلى 10 أغسطس 2025م.
ليس الفلفل في شقراء مجرد محصول يُزرع ويحصد، بل هو رمز حي للارتباط العميق بين الإنسان وأرضه، وبين التراث والمعاصرة، وبين الزراعة والاقتصاد. اشتهرت المحافظة بإنتاج صنف مميز من الفلفل المحلي المعروف باسم “الحبحر”، الذي يُعد من أجود الأنواع على مستوى المملكة والخليج، لما يمتاز به من طعمٍ حاد معتدل، وشكل جذاب، وجودة عالية تجعله مطلوبًا في الأسواق.
ويأتي المهرجان ليجسد رؤية تنموية تتجاوز حدود السوق والبيع، فهو منصة تفاعلية تجمع بين تسويق المنتج المحلي ودعم الأسر المنتجة وتمكين المزارعين وتعزيز السياحة الريفية ونشر الثقافة الزراعية. كما يعد حدثًا اجتماعيًا واقتصاديًا يعكس طموح شقراء، ويبرز هويتها الزراعية، ويكرّس حضورها في مشهد الفعاليات الوطنية الموسمية.
تزخر أيام المهرجان بفعاليات متنوعة تستهدف كل الفئات، من المزاد الحي للفلفل، إلى أجنحة الأسر المنتجة والمشاريع الريفية، إلى الورش التوعوية والعروض التراثية والمسرحيات والمسابقات. كما يتخلله حضور ثقافي وفني يضفي على الحدث بُعدًا ترفيهيًا عائليًا أصيلاً.
عبارة “بالله حيّهم ولا حيّا كثر” التي تتوسط الدعوة الرسمية، تختصر مشهدًا من الأصالة والكرم الذي يميز هذا الحدث. فليس الزائر هنا مجرد متفرج، بل هو جزء من الفرح، وشريك في الاحتفاء، ومرآة لنجاح مزارع صبر، وأرض أعطت، ومجتمع آمن بدوره.
ما يحدث في مهرجان فلفل شقراء هو دعوة مفتوحة للتأمل في القيمة الحقيقية للمنتج الوطني، ودليل على أن الزراعة حين تُدعم، والإرث حين يُحتفى به، يمكن أن يتحول إلى صناعة موسمية رائدة، وإلى مهرجان يعبّر عن هوية محافظة كاملة.
في شقراء، كل شيء له نكهة، حتى الفرح نفسه يبدو بطعم الفلفل؛ حادًا، حاضرًا، لا يُنسى