تحية إلى قادة الرحلات السياحية

محمود النشيط
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
منذ العام 2012 دخلت مجال العمل في الرحلات الجماعية وكانت مقتصرة في البداية على الرحلات الموسمية وتحديداً الدينية، وفي عام 2016 توسع العمل لقيادة الرحلات السياحية، وبفضل ما اكتسبته من خبرة على مدى السنوات السابقة وبفضل التدريب من الزملاء الذين سبقوني في نفس المجال استطعت أن اكتسب مهارات جديدة تضاف على ما سبق خاصة في التعامل مع الناس بطبائعهم المختلفة الذين يشكلون تنوعاً من الأمزجة كلاً حسب ما تربى وتعود عليه منذ الصغر، وهنا على القيادي المتمكن والناجح أن يعرف طريقة ضبط النفس وكيف يتعامل ويتأقلم مع المسافرين أوالسياح في رحلاته حتى تسير على خير.
الإدارة في وكالة السفر أو مكتب السفريات المتخصص في تنظيم الرحلات الجماعية تحديداً تأمل أن يزدهر عمله ويتطور وهذا الأمر بلا شك يحتاج اشتراطات معينة في مقدمتها سمعته في السوق المحلي، وإيجاد أشخاص متمكنين لتمثيله في الداخل والخارج وأن يجد الشخص الملائم والقادر على تحمل المسؤولية الكاملة من بداية الرحلة حتى نهايتها وأن يحسن التصرف والعمل على حل المشاكل بمختلف أنواعها دون أن تؤثر على أداء وجودة عمله، ولا تؤثر على نفسيات السياح وأن يكون قادر على حسن التصرف مباشرةً عند أي عارض سلبي قبل تفاقمه وغيرها من أمور تبرزه كشخصية قيادية لإدارة عمله بكل جدارة وإتقان والتزام بالجدول السياحي وتنفيذه كما كان متفق عليه بين الطرفين.
هناك أشخاص تولوا مناصب قيادية بارزة في عملهم لعدة سنوات واكتسبوا خبرة مهنية عالية في الإدارة ودخلوا عدة دورات قيادية إلا أنهم بعد أول رحلة خرجوا فيها اتضح بأن كل ما لديهم من رصيد ضخم في القيادة لا يتناسب مع إدارة وقيادة رحلة لا يزيد عدد المشاركين فيها على 30 مسافر، لا تربطه معهم علاقة سابقة ولا يعرف كيف يفكرون أو حجم معلوماتهم عن الرحلات الجماعية وما يجب فيها أو ما لا يجب السكوت عنه من تصرفات فردية قد تكون لها عواقب ونتائج سلبية على بقية المجموعة.
طبيعة خاصة في الإنسان يعتقد – دائمآً – بأن ما يفعله أو يقوله صحيح، وفي السفر قد تظهر النتائج المتوقعة أو الصادمة عند الاختلاف في الرأي أو طباع التعامل وحتى الأفعال بقصد أو بدون وهنا يكون موقف القيادي الحقيقي بارزاً بعد أن يقرأ الحدث من جميع الزوايا حتى لا يكون فعله أو كلامه تسرعاً أو بناءًا على معطيات بعيدة عن صحتها، قد توقعه ومن يمثلهم في مواقف محرجة لا تحمد عقباها لاحقاً.
قياديو الرحلات يعشقون عملهم ويسعون بجد واجتهاد أن يحققوا النجاح، وقد تحدث بعض الأمور خارج إرادتهم مما يستدعي إيجاد حلول مختلفة سواء حلول فورية أو تلك التي تتطلب وقت بحسب كل حالة وهي محل اهتمام أكيد وليس تجاهلًا مقصود، وإن تفهم السائح لهذه الأمور تجعله أكثر راحة نفسيًا وهدوء بدل العصبية التي لا يعرف أحداً عواقبها وفي مقدمتها التوتر والقلق في أجواء تتطلب روح خاصة من أجل الاستماع بكل دقيقة يقضيها في رحلته للاستجمام مع أفراد أسرته.
مهما كان حجم ونوع المشاكل التي تحدث في الرحلة لن يتركها القائد وهو ملزم بالعمل على حلها أو التخفيف من تبعاتها، ومثل هذه الأمور قد تدرب عليها قبل بداية موسم الإجازات، ولا تعطى الثقة لهذا العمل إلا الجدير بحمل المسئولية وإن وجد دون ذلك فهم القلة، وتكون تصرفاتهم إما شخصية أو بناء على ردة فعل عصبية ما كانت أن تكون في كل الأحوال.