كيف تشتاق الأجيال لزمن لم تعشه بعد؟

"الحنين إلى المستقبل" سلسلة مكونة من خمسة أجزاء

بقلم : الدكتورة فاطمة ابو واصل إغبارية

الفكرة من السلسة :

الناس عادة تشعر بالحنين إلى الماضي، لكن في هذا الطرح الغريب نوعًا ما،سأتحدث عن نوع جديد من “الحنين” وهو الحنين إلى المستقبل. كيف أن بعض الناس، خاصة الشباب، يشعرون بأنهم “ينتمون” لزمن لم يأتِ بعد!
ربما زمن تُحل فيه المشاكل التي يعانون منها الآن، أو زمن أكثر عدالة، أو تطورًا، أو حتى أكثر بساطة من الحاضر المتعقّد

لماذا تعتبر سلسلتي مميزة؟

لأنها تجمع بين علم النفس، والفكر الاجتماعي، والفلسفة.
* تطرح بصيغة معكوسة وغير مألوفة (الحنين عادة يُربط بالماضي فقط).
* ويُمكن ربطه بثقافة التكنولوجيا، الخيال العلمي، والهوية الجيلية (جيل الألفية، جيل Z، جيل Alpha…).
* ويمكن ان يمنح مساحة للكاتب للتأمل والنقد والتحليل بأسلوب أدبي وعلمي في آنٍ واحد

الحنين إلى المستقبل (الجزء الأول): هل يمكن أن نشتاق لشيء لم نعشه؟

هل شعرت يومًا أنك وُلدت في الزمن الخطأ؟

أنك لا تنتمي إلى هذا الوقت، وأن قلبك يتوق لشيء لم يحدث بعد، لم تلمسه، ولم تراه… لكنه يهمس لك من بعيد؟
ذلك الشعور الغامض الذي لا يشبه الحنين إلى الطفولة، ولا يشبه الاشتياق لحبيب غاب.
إنه حنين إلى زمن لم يأتِ بعد.
حنينٌ ليس للماضي… بل للمستقبل!

في الليل، حين يهدأ الضجيج، يقفز إلى رأسك مشهد لا تعرف من أين جاء: مدينة بلا ضجيج، علاقات بلا أقنعة، عالم يفهمك دون أن تشرح، مستقبلٌ يبدو وكأنك كنت هناك… وعُدت.
تتساءل: لماذا يشدّني ذلك الغد الغامض؟
لماذا أرتاح أكثر وأنا أتخيله من أن أواجه هذا الواقع؟
هل الأمر هروب؟ أم توق؟
أم أننا ببساطة نُصنع من توقيتٍ مختلف، ونعيش في مؤقتٍ مؤقت؟

“الحنين إلى المستقبل” ليس وهماً، بل حالة يعيشها كثيرون دون أن يُدركوها.
جيلٌ بأكمله يعيش في عالم رقمي، ويشاهد مستقبله عبر شاشات، وينتظر ما لم يُولد بعد أكثر مما يحتفل بما هو موجود.
فهل نحن نشتاق إلى المستقبل لأن الحاضر ضيّق؟
أم لأننا نحمل في داخلنا وعدًا خفيًا، لا يتحقّق إلا هناك… في الغد؟

لكن ، ما الذي يجعل الإنسان يشتاق لزمن لم يلمسه؟
هل نحن ضيوف في هذا الزمن… أم غرباء يبحثون عن أوطان مؤجلة؟

في الجزء القادم، نفتح هذا الباب…
ونرى: هل الحنين إلى المستقبل نوعٌ من الشجاعة… أم مجرد إنكار ناعم للواقع

انتظروني في الجزء الثاني من السلسلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com