صقور مزارع الإنتاج ومهمة الحفاظ على الموروث.

بقلم الكاتبة أروى الزهراني
افتتح نادي الصقور السعودي أبوابه أمام أهل المهارة في الصقارة وأصحاب المزارع المحلية والدولية لاقتناء وبيع الصقور، في المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، مقدمًا جولات متكاملة ومتنوعة لمحبي الصقور من جميع الأعمار ومختلف الثقافات…
وقد أبدت الأيام الثلاثة الأولى للمزاد حضورًا نشطًا، وأصداءً ذات تأثير ملموس في هذا المجال، بما يعكس ريادة المملكة العربية السعودية وجهود نادي الصقور في تحقيق التميز، والإسهام في ترسيخ موروث الصقور، واعتبار المملكة وُجهة رائدة لها في مسار طويل الأمد..
إنّ الاهتمام بالموروث اليوم لا يُعد ترفًا في حضرة الحداثة، بل هو ركنٌ مطلوب للموازنة الاجتماعية بين الماضي والحاضر والمستقبل، وركيزة أصيلة تمتد جذورها بامتداد الأجيال.
وقد عُرف الصقر كأحد تجليات الموروث لدينا بما يحمله من دلالات لا يمكن أن يحيد عنها العربي بحق، وتُعد هذه الممارسة الوطنية، التي تُدار اليوم لصون الموروث وتأصيله في الذاكرة الجمعية وتحسينه وإدارته، أحد الروافد الأصيلة لحماية الهوية ومرجعيةً لها، ولا تُعد جهودًا عادية، لا سيما أنها تحمي قيمة وتُرسّخ هوية..
ومن اللافت في هذا المزاد حضور النشء، ليس كزائرين فقط، بل كأفرادٍ نَشطين في التعلّم والمشاركة وتوارث المهارة، مما يعكس القيم الثقافية التي ينتهجها نادي الصقور السعودي في إثراء الجيل الجديد ونقل المعرفة وتوفير بيئة تفاعلية في مجال الصقور.
لقد أثبت نادي الصقور السعودي من خلال فعالياته وافتتاح المزاد الدولي السنوي للصقور، أن له تأثيرًا مستدامًا بفضل الجهود التي يبذلها في تعزيز رؤية المملكة العربية السعودية وترسيخها كوجهة عالمية، فمن خلاله شهدنا التاريخ يتألق بأضواء الحاضر، وفي منصاته يتجول المجد ببطولة ونصرٍ مُستحق، يُعيد صيت الأمجاد التليدة.
ولا يقف المزاد عند كونه ممارسة ثقافية فحسب، بل يُعد منصّة اقتصادية تعزز من الاستثمار في مجال تربية الصقور، وتفتح آفاقًا للتعاون بين المزارع المحلية والدولية، مما يُسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي وفق مستهدفات رؤية المملكة،
واتساقًا مع هذه الرؤية الوطنية، يستلهم نادي الصقور رؤيته وأهدافه وقيمه من منطلق أن إرساء الثقافة هو الهوية، وتعزيزها وطنيًا وعالميًا مؤشرٌ للتمكين والعائد المستدام.
إن الاستثمار في الثقافة والموروث هو التوجّه الذي تستند إليه القاعدة القيمية لنادي الصقور السعودي، والتي نشهدها اليوم في العمل الدؤوب والتنوع المُثمر الذي شكّل منظومة ثقافية إبداعية صاعدة في مجال الصقور.
وبهذه الجهود المتكاملة، يؤكد نادي الصقور السعودي أن الموروث، حين يُدار برؤية وطنية منسجمة، يترسخ ويتأصل، ويؤكد حضوره، ويُلهم المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com