تراتيلُ السّحَر
شعر مكي علي حداد
شكوتُ للهِ عن حالِي وما أجِدُ
وعن وعودٍ بها خانَ الذي يَعِدُ
وعن دِيارٍ بدت بالأمسِ عامرةً
لم يبق من أهلها حيٌ فقد فقدوا
أتيتُ أسألُها والدمعً يسبقني
عن الذين بها عاشوا أهم رقدوا
فقد جفاني جوابٌ حينما نطقت
ذكرى من الدّارِ لكن لم يُجب أحدُ
داريتُ شوقي لذكرى كُنتُ أحبسها
وليس مثلي لذكرى شوقِه يئِدُ
وباتَ صبري على الأحداثِ يخذلني
كنتُ الصبورَ فضاعَ الصبرُ والجلدُ
وأنكرتني ليالي السعد ساخرةً
وقد توارى بعيني ذلك السنَدُ
وعضني الدهرُ في أنيابِه وجعٌ
وعضةُ الدهرِ لا يقوى لها الجسدُ
وأنكرتني قلوبٌ كنتُ أحسبها
إن مرّ ضيقٌ بنا تحنو وتتحدُ
حتى رمتني الليالي في حوادثها
فسارعت هرباً عني وتبتعِدُ
تكشفت عن قبيحِ الوجهِ دنيتنا
كذا الصحابُ فبانَ اليوم من جحدوا
لا يركنُ المرءُ في الدنيا على أحدٍ
وقلّلِ اليوم فيمن كنت تعتمدُ
وإن دنا منك يأسٌ أو بدا نكدٌ
لعل من بينها الآمالُ قد تلِدُ
وكلُ حيٍ بهذا الكون ِ موعدهُ
في لحظةٍ للذي سواه قد يَفِدُ
فاعمل من الخيرِ ما تلقاهُ يوم غدٍ
ففي غدٍ يا أخي لا حيَ يُضطهَدُ