“شهرة زائفة” .. حين تتحول الفلسفة إلى فقاعة صابون

في زمن تحولت فيه الشهرة إلى بضاعة، وبرزت على الساحة شخصيات تتصدر المشهد بلا فكر ولا قيمة، بات لزاماً أن نتساءل: هل ما نتابعه حقاً يستحق وقتنا واهتمامنا؟

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي 

 

لم يعد خافياً على أحد أن وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت ما يُسمّى بـ”مشاهير الفلس”، الذين يكتفون بإثارة الضجيج وتصدير محتوى فارغ، لا يحمل قيمة فكرية ولا رسالة مجتمعية. فهم تارة يعرضون أجسادهم، وتارة يتفوهون بكلمات جوفاء لا معنى لها، وتارة يقدمون تصرفات تتنافى مع القيم والأخلاق.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي يدفع الجمهور لمتابعتهم؟ كثيرون يجيبون: مجرد تسلية. غير أن هذه “التسلية” في حقيقتها هي التي صنعت شهرتهم الزائفة، ومنحتهم مساحة أكبر مما يستحقون.

 

المؤسف حقاً أن بعض الفعاليات والمعارض باتت تدفع مبالغ باهظة لهؤلاء المشاهير لاستقطاب الزوار، وكأنهم قيمة مضافة للمشهد الثقافي أو الاقتصادي. بل إن بعضهم يلجأ إلى أساليب خادعة، كدفع مبالغ للجمهور ليتجمّع حولهم، فيظن المارّ أنه أمام نجم جماهيري، بينما الحقيقة لا تتجاوز كونها “مسرحية” لتضخيم وهم الشهرة.

 

إن مسؤولية مواجهة هذه الظاهرة لا تقع على عاتق المؤسسات وحدها، بل على المتابعين أيضاً. فالمتابعة بحد ذاتها تصويت يمنح الشهرة، سواء استحقت أم لم تستحق. ومن هنا تبرز أهمية أن يكون اختيارنا واعياً، نمنح به الضوء لمن يقدم محتوى نافعاً وقيمة حقيقية، لا لمن يتاجر بالفراغ.

فالمجتمعات لا تنهض بالفقاعات العابرة، بل تُبنى على فكر راسخ، ورسالة صادقة، وقدوة تستحق أن تُتّبع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com