لا تهمني تلك الأرقام، يهمني خبراتها

بقلم : نوره الدوسري
في حياتنا نصادف كثيراً من الأرقام: العمر، الرواتب، الشهادات، عدد المتابعين، وحتى عدد الإنجازات المدوَّنة في السجلات.
أرقام تتسابق العيون لقراءتها، وتستند عليها الأحكام السريعة في تقييم الآخرين. لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير.
الأرقام قد تعطي انطباعاً أولياً، لكنها لا تعكس الجوهر. لا تعكس صبر إنسان تعلّم من إخفاقاته، ولا قوة امرأة تجاوزت المحن، ولا إبداع عقل صاغ تجربته حتى وإن لم تُترجم إلى شهادات أو رتب.
أنا لا تهمني تلك الأرقام التي تُعلق بجانب الأسماء، ولا تلك التي تُزين السير الذاتية. ما يهمني هو الخبرة التي تترك بصمتها في السلوك، في الحكمة، وفي طريقة مواجهة المواقف. فالقيمة الحقيقية للإنسان ليست فيما يحمله من أعداد، بل فيما يقدمه من أثر.
الخبرة وحدها تصنع الفرق، فهي التي تجعل من شخص بسيط مدرسة للحياة، وتجعل من مواقف عابرة دروساً تبقى للأبد. لذلك، كلما التفت حولي، لا أبحث عن الأرقام بقدر ما أبحث عن الأثر، عن التجربة، عن الحكايات التي اختصرت سنوات من التعلم.
فالأرقام قد تزول أو تُستبدل، أما الخبرات فهي الرصيد الحقيقي الذي يبقى معنا، ويصنعنا، ويقودنا إلى الأمام.