طلاسم عبدالعزيز… ” أنا أثر يمحو أثره”

عبدالعزيز عطيه العنزي
شَفْ، على كَثْر الطعون، ما زِلتُ حيّ،
أحمل وجهي على وجهي،
ولا أعرف أيّهما يحدّق بي.
أخطو في أرضٍ من مرايا،
كلُّ عاكسٍ يُكذّبني،
وكلُّ صورةٍ تُصيبني بجرحٍ جديد.
أصغي إلى صمتي،
فأسمع أصواتًا ليست لي،
وأتردّد بينها كما يتردّد الماء في إناءٍ مثقوب.
أجرّني إليّ، فلا أصل،
أفتّش عني في آثار الخطوة،
فأجد غريبًا يلبسني.
أنا نافذة تُطل على نافذة،
وسرابٌ يشرب من سراب،
ومعنى يتوارى في حرفٍ لم يُكتَب بعد.
الطُعون لا تقتلني،
لكنّها تفقد حدودي،
فتذوب الحواجز بيني وبيني،
حتى لا يبقى سوى سؤالٍ يتنفّس بي.
حيّ…
لكن كجملة ناقصة،
كصدى يبحث عن صوته،
كوقتٍ لا يعترف بالساعات.
أنا بدايةٌ تلد بدايات،
ونهايةٌ تجهل نهاياتها،
وأنا، في كل هذا،
معلَّق…
بين أن أكون،
وأن أظلّ احتمالًا،
كأنّي لم أبدأ بعد،
وكأنّي أبدأ الآن،
كأنّي حرفٌ يبحث عن أبجديته،
وصدىً ينكر صوته،
ودائرةٌ تلتهم مركزها.
أنا الطَعنُ والطعنةُ والمطعون،
والظلّ الذي يلاحق ظلَّه،
والأثر الذي يمحو أثره.
حيّ…
لكن بلا حياة،
مكتمل… بلا اكتمال،
مغلق… ومفتوح على هاويةٍ الحياة .