كلمة “طبعًا” بين الفهم الصحيح والاستخدام الخاطئ

بقلم – فوزية الوثلان
اللغة العربية بحر واسع من الدلالات والمعاني، ولكل كلمة موضعها الذي يعطيها قوة وجمالًا. ومن الكلمات التي كثر تداولها في حياتنا اليومية كلمة “طبعًا”. فكثير من الناس يستخدمونها في غير موضعها الصحيح، حتى أصبحت على ألسنتهم عادةً أكثر من كونها تعبيرًا دقيقًا.
المعنى الأصلي لـ “طبعًا”
كلمة “طبعًا”تعني التأكيد بمعنى أكيد لاريب فيه ،بمعنى الثقة في صحة المعلومة ،
وتُستخدم للتأكيد على أمرٍ بديهي لا يحتاج إلى نقاش أو جدال. فعندما نقول: “الصدق مطلوب طبعًا”، فهذا يعني أن الأمر مؤكد بالفطرة والطبيعة الإنسانية.
الاستخدام الشائع الخاطئ
نلاحظ اليوم أن بعض الناس يستخدمون كلمة “طبعًا” في كل إجابة تقريبًا، سواء أكانت للتأكيد أو حتى عند نفي أمرٍ ما. مثلًا:
• سؤال: هل حضرت الاجتماع؟
جواب: طبعًا لا!
وهنا يحدث تناقض، فـ”طبعًا” تعني التأكيد، بينما “لا” تنفي، فيتعارض المعنى ويصبح الاستخدام ضعيفًا.
أو مثلا أقول طبعا فهمتوا قصدي هنا الاستخدام خاطئ لكلمة طبعا لانه ليس شرط أنكم فهمتوا قصدي
أو يقول أحدهم :طبعا أنتم عارفين ما الذي حصل لي .هنا استخدام طبعًا خاطئ لأننا لا نعرف ما الذي حدث لك .
أثر الاستخدام غير الصحيح
التوسع في استعمال “طبعًا” في غير محلها يفقد الكلمة معناها الأصلي ويجعلها مجرد حشوٍ لغوي لا يضيف قيمة. كما أن الاستخدام الخاطئ قد يسبب التباسًا في الفهم، خصوصًا في المواقف الرسمية أو الحوارية.
كيف نستخدم “طبعًا” بشكل صحيح؟
• استخدمها لتأكيد أمر بديهي أو متفق عليه.
• لا تجمع بينها وبين النفي المباشر، بل يكفي أن تقول “لا” أو “ليس كذلك”.
• حاول أن تستبدلها أحيانًا بعبارات أخرى مثل: بالتأكيد، بلا شك، من الطبيعي،
الخلاصة
كلمة “طبعًا” كلمة جميلة وعميقة إذا استُخدمت في موضعها الصحيح، فهي تؤكد الفطرة والبديهة. لكن الإسراف في استعمالها
البعض أكثر كلامهم طبعا ذهب إلى المكان الفلاني طبعا شاهد الشخص الفلاني وطبعا وطبعا ….وكل هذه المواقف استخدام طبعا خاطئ فيها .
أو إدخالها في مواضع النفي يجعلها تفقد رونقها وقيمتها. فاللغة ليست مجرد كلمات نكررها، بل أدوات للتعبير الدقيق والجميل طبعًا .